رغم انسحابها العسكري من اليمن منذ عام، لكنها لم تترك البلاد في ظل تفشي الأوبئة والأمراض، وخاصة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، فحرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على بسط يد المساعدات والدعم لها، لإعانتها كالعادة، ولكن على نحو إنساني غير مسبوق.
أكدت الإمارات انسحابها من اليمن قبل عام، قبل أيام، حيث قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”: “أنهت الإمارات تدخلها العسكري في اليمن في أكتوبر من العام الماضي حرصا منها على انتهاء الحرب، ودعمت الإمارات جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة، وظلت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الإنسانية للشعب اليمني”.
وتعد الأمم المتحدة أن الوضع في اليمن هو أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 80٪ من السكان، أو 24.1 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية، في ظل النزاع المسلح بين القوات الحكومية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة “أنصار الله” منذ عام 2014.
بعد اندلاع الأزمة اليمنية، سارعت الإمارات لإعانة أفراد
الشعب، عبر تقديم مساعدات إنسانية لأجل ملايين الأسر، عبر بناء وتطوير المشاريع التنموية، وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للشعب اليمني، منذ إبريل 2015 حتى يونيو 2019، نحو 20.57 مليار درهم (5.59 مليار دولار) ثلثي المساعدات خُصّصت للمشاريع التنموية، وقد استفاد منها ملايين اليمنيين في ٢٢ محافظة.
بينما لم يقتصر دور القوات المسلحة الإماراتية على مشاركتها العسكرية الفعالة في تحرير المحافظات اليمنية، وتأمينها ومحاربة الإرهاب فيها، وإنما امتد لهذه القوات دور إنساني كبير، في تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى مناطق الصراع، وإجلاء الآلاف من جرحى الحرب من مختلف المحافظات اليمنية والذين تكفلت الإمارات بنفقة علاجهم في الخارج.
وخلال العام الماضي، بعد انسحابها العسكري، قدّمت أبو ظبي مساعدات إغاثية وداعمة الاستقرار تقدر بقرابة ستة مليارات دولار من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتضمنت أيضًا المساعدات الإماراتية تأهيل المدارس والمستشفيات، وأرسلت القوافل الإنسانية الطبية إلى المناطق النائية والمحرومة والمتضررة، من أجل إغاثة السكان في المناطق الريفية والنائية، وتزويد الأسر في المديريات المحررة بالمواد الإغاثية والإيوائية، وحماية صحة المواطنين ضد فيروس كورونا المستجد.
وفي فبراير 2020، تولت الإمارات تنفيذ إجلاء طلاب يمنيين عالقين في مدينة ووهان الصينية، التي كانت بؤرة تفشي كورونا لعجز الحكومة اليمنية عن نقلهم، ثم وضعت جميع الطلاب الذين تم استقبالهم في ظروف جيدة قيد الحجر الصحي المؤقت قبل إعادتهم إلى اليمن.
وشاركت أبو ظبي في مؤتمر المانحين لليمن 2020 الذي نظمته السعودية بمشاركة الأمم المتحدة “افتراضيا”، لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية.
بينما استمر الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم المساعدة للأشقاء اليمنيين، وقدمت الفرق الإغاثية التابعة للهيئة مساعدات طبية عاجلة إلى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية ولدعم إنشاء وتجهيز مركز حجر صحي في الساحل الغربي للتعامل مع أي حالات مصابة بالوباء في حال اكتشافها باليمن.
كما حرصت على دعم المرافق الصحية وتنفيذ حملات رش ونظافة وتعقيم في معظم مديريات الساحل الغربي بالتنسيق مع القطاعات الصحية وصندوق النظافة والجهات المحلية في تلك المناطق المحررة، بجانب تدشين مركز العزل الصحي في مديرية الخوخة جنوب الحديدة من أكثر من 12 حجرة عزل، كل حجرة مستقلة بذاتها، وتم مده بكافة الخدمات التي يتطلبها العزل الصحي حسب المواصفات والشروط التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.