في الساعات الأولى من صباح اليوم، اهتزت العراق من جديد على وقع تفجيرات الإرهاب، ليبذل مواطنوها الأبرياء أرواحهم، بفعل تفجير انتحاري مزدوج.
وشهد سوق شعبي في منطقة ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، المزدحم بالمواطنين، تفجيرا انتحاريا مزدوجا، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، وما زالت الأعداد ترتفع حتى الآن.
بدأت الواقعة بتفجير انتحاري نفسه بواسطة حزام ناسف في سوق مكتظة لبيع الملابس بساحة الطيران، ثم بعد دقائق وعلى بعد مئات الأمتار في منطقة الباب الشرقي، فجر الانتحاري الثاني نفسه بعد أن تجمع المارة لنقل المصابين الذين سقطوا في التفجير الأول.
وعلى الفور هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع التفجير، وأعلنت وزارة الصحة استنفار جميع المؤسسات الصحية والطبية لاستقبال جرحى التفجير.
وأكد مصدر أمني أنه راح ضحية التفجيرات 28 قتيلا و73 جريحا، حيث من المتوقع ارتفاع عدد القتلى في الهجوم؛ لأن بعض المصابين في حالة خطيرة.
فيما كشفت مصادر محلية أن تلك التفجيرات الانتحارية ببغداد صباح اليوم، ناجمة عن عدة أبعاد وأهداف سياسية.
وأضافت المصادر أن تلك التفجيرات مرتبطة برغبة أميركا في ضمان استمرار حاجة العراق لقواتها بها وسيطرتها عليها، خاصة أنها تأتي عقب تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن ورحيل دونالد ترامب.
وتابعت أن الهدف الثاني هو تورط إيران سرًا في تلك التفجيرات، لإيجاد سبيل من أجل تواجدها ونشر الإرهاب والترويع والخوف بين المواطنين ومؤسسات الدولة لوجود حاجة إليها أيضا، والتأثير السياسي على الحكومة.
ومن ناحيته، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول عبدالله: إن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما أثناء ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي، بالإضافة إلى أن بغداد تشهد انتشارا أمنيا مكثفا وغلقا للطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
وظهرت معلومات جديدة بشأن منفذ أحد التفجيرين، حيث أوضح اللواء تحسين الخفاجي الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة أن أحد الانتحاريين تظاهر أنه بحاجة للمساعدة لجمع أكبر عدد من الضحايا، مضيفا: “كانت هناك ملاحقة لأحد الانتحاريين وقام بتفجير نفسه”.
كما أشار إلى إن الأجهزة الأمنية العراقية أحبطت الكثير من العمليات الإرهابية خاصة أنها تستهدف الأسواق الشعبية لتزاحم المواطنين بها، مؤكدا أن التحقيقات مستمرة لمعرفة من ساعد الانتحاريين.
بينما علق الرئيس العراقي برهم صالح على تلك التفجيرات عبر حسابه بموقع تويتر قائلاً: إن الجماعات الإرهابية تستهدف الاستحقاقات الوطنية بتفجيري بغداد، مشددا “سنقف بحزم ضد المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا”.
بينما تسببت تلك التفجيرات في حالة من الغضب بين المواطنين العراقيين الذين تبادلوا صور الواقعة المروعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسى وحزن بالغ وسخط على التدخلات الأجنبية لبلادهم وعدم قدرة الحكومة على وقف تلك الاعتداءات، واعتبروها بخرق أمني خطير.
ومنذ أكثر من أسبوع، تشهد بغداد استنفارًا أمنيًا غير مسبوق منذ مطلع الشهر الجاري، بعد أن أعلنت وكالة الاستخبارات مطلع يناير بدء عملية أمنية لنزع السلاح غير المرخص في العاصمة العراقية، منفذة عمليات تفتيش ميداني للمناطق المحيطة بمطار بغداد الدولي.
وسبق أن تعرض السوق نفسه لعملية تفجير انتحارية قبل 3 أعوام، راح ضحيتها 31 قتيلا.
واضطلع تنظيم داعش في تنفيذ عمليات مشابهة في أنحاء مختلفة من العراق مسبقًا، عبر خلاياه النشطة بالبلاد بعد قضاء القوات العراقية عليه في نهاية 2017 بعد معارك دامية، حيث كانت آخر الاعتداءات التي أوقعت عددًا كبيرًا من القتلى في بغداد إلى يونيو 2019.