ذات صلة

جمع

طلب العفو من نتنياهو.. كيف يتفاعل الشارع الإسرائيلي مع خطوة تهز المشهد السياسي؟

أحدث طلب العفو الذي تقدّم به بنيامين نتنياهو زلزالاً...

الحوثيون يستدعون خطباء الحديدة.. تعبئة قسرية على منابر المساجد

في خطوة جديدة تعكس تصاعد ضغوط التجنيد في مناطق...

بوتين يرفع سقف المواجهة: تعهد “غير مقيد” لحسم معركة دونباس

أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشعال الجدل الدولي بعد...

بعد كشف هوية الرفات التايلاندية.. من هو الرهينة الأخير في غزة؟

أعاد الإعلان الرسمي عن هوية جثمان العامل التايلاندي سودثيساك...

جريمة القلم.. كيف تستخدم إيران أحكام الإعدام لإخماد احتجاجات المستقبل؟

في ظل توسّع حالة الغضب الشعبي داخل إيران، وتنامي...

الحوثيون يستدعون خطباء الحديدة.. تعبئة قسرية على منابر المساجد

في خطوة جديدة تعكس تصاعد ضغوط التجنيد في مناطق سيطرة الحوثيين، استدعت المليشيات الإرهابية عدداً من خطباء المساجد والعلماء في المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة، مطالبةً إياهم بتسخير المنابر لخدمة حملات التعبئة والتحشيد القتالي.

الخطوة، التي جاءت عبر اجتماع عُقد في مدينة زبيد، عكست رغبة واضحة في استخدام الخطاب الديني كأداة ضغط مباشر على السكان لدفعهم نحو جبهات القتال.

وفق مصادر محلية متعددة، حضر الاجتماع كلٌّ من قيادات التعبئة الحوثية، على رأسهم مسؤول ما يسمى بالتعبئة العامة أحمد البشري ومحافظ الجماعة في الحديدة عبدالله عطيفي.

وقد تلقى العلماء توجيهات صارمة بتعديل خطب الجمعة والمواعظ الدينية بما يتوافق مع رسائل تحريضية تستهدف استقطاب الشباب في المديريات الجنوبية، حيث يواجه الحوثيون صعوبة متزايدة في تجنيد المقاتلين.

استياء قيادي وضغوط متصاعدة

وأشارت شهادات مشاركين في الاجتماع إلى أن البشري نقل استياء زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي من ضعف تجاوب أبناء تهامة مع حملات التجنيد الأخيرة، رغم الضغط الإعلامي الذي رافقها.

وبينما تسعى الجماعة إلى سدّ النقص المتزايد في صفوف مقاتليها، أظهرت مناطق تهامة حالة رفض واسعة، ما دفع الحوثيين إلى إلقاء اللوم على العلماء والخطباء بحجة “ضعف التحشيد” و”افتقار الخطاب الديني إلى الحماس التعبوي”.

وتضمنت التوجيهات استخدام لغة تحريضية مباشرة ضد أبناء المناطق المحررة، واعتبار عدم الالتحاق بالجبهات شكلاً من أشكال “التخاذل الديني”، كما هددت القيادات الحوثية الخطباء بإجبارهم وعائلاتهم على حضور دورات فكرية وعسكرية في حال رفضهم الامتثال لهذه التعليمات، في تكتيك يعكس مدى التضييق على الفاعلين الدينيين في مناطق سيطرتها.

خلفيات فشل التجنيد في تهامة

والفشل المتكرر لحملات التجنيد الحوثية في تهامة لا يرتبط فقط بحالة السخط الشعبي، بل أيضاً بطبيعة المجتمع التهامي الذي ظلّ تاريخياً أقل انخراطاً في الصراعات المسلحة مقارنة بمناطق شمال اليمن.
ومع تزايد الخسائر البشرية للجماعة على الجبهات، اتجهت القيادة الحوثية إلى رفع مستوى الضغط على السكان ومحاولة إضفاء طابع ديني على عمليات التجنيد.

ومصادر محلية أشارت إلى أن ما وصفته الجماعة بـ”معسكرات التدريب” في مناطق جنوب الحديدة تحول إلى نقاط استنزاف بشري، بعد أن فشل الإعلام الحوثي في تجميل صورتها أو إقناع السكان بأن الالتحاق بها يمثل واجباً وطنياً. وفي ظل هذا الفشل، لجأت الجماعة إلى الخطباء باعتبارهم قناة مؤثرة يمكن من خلالها ممارسة ضغط اجتماعي مباشر على الأهالي.

منابر مخطوفة ورسائل موجهة

تؤكد الخطوة الأخيرة مساراً متصاعداً من سيطرة الحوثيين على العمل الديني في الحديدة، بعدما أصبح الخطباء في بعض المناطق ملزمين بتلاوة نصوص جاهزة معدة مسبقاً من قبل دائرة التوجيه التابعة للجماعة.

ويخشى العديد من العلماء من أن تتحول المساجد إلى منصات تعبئة إلزامية، الأمر الذي يهدد استقلالية الحقل الديني ويخلط بين الإيمان وبين الإكراه السياسي والعسكري.

وتشير مصادر في الحديدة إلى أن هذه السياسة لا تقتصر على خطب الجمعة، بل تشمل الدروس الدينية والدورات الشرعية التي تحاول الجماعة إخضاعها لرقابة صارمة، لضمان أن تكون متوافقة مع خطابها السياسي ومشروعها الأيديولوجي.

انعكاسات على المجتمع وخصوصية تهامة

المجتمع التهامي، المعروف بتقاليده الدينية المعتدلة وابتعاده عن عسكرة الخطاب الديني، تلقى هذه الخطوة بمشاعر من الاستياء والقلق.
المساجد في هذه المناطق تعد فضاءات للتعليم الديني الهادئ، لا ساحات لتعبئة القتال، ومع استمرار ضغوط المليشيات، يخشى السكان من أن يتحول رفض التجنيد إلى سبب مباشر لاستهدافهم أو حرمانهم من الخدمات.

ويرى مراقبون أن استدعاء الخطباء يشكل مؤشراً واضحاً على الأزمة التي تواجهها الجماعة في استقطاب مقاتلين جدد، خاصة في ظل خسائرها الميدانية وتراجع الحماسة الشعبية لمشاريعها.