ذات صلة

جمع

جريمة القلم.. كيف تستخدم إيران أحكام الإعدام لإخماد احتجاجات المستقبل؟

في ظل توسّع حالة الغضب الشعبي داخل إيران، وتنامي...

كسر الجمود.. هل يمتلك العراق وأمريكا حلاً سريًا لاستقرار سوريا؟

يشهد الملف السوري حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق، خلال الأسابيع...

الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان

أعاد المجتمع الدولي ملف الجولان السوري المحتل إلى الواجهة...

القشة الأخيرة.. هل تنجح ليبيا في تجاوز العقبات وتنظيم الانتخابات؟

تدخل ليبيا مرحلة دقيقة تُعدّ الأخطر منذ توقيع اتفاق...

كسر الجمود.. هل يمتلك العراق وأمريكا حلاً سريًا لاستقرار سوريا؟

يشهد الملف السوري حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق، خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سنوات من الجمود السياسي وغياب أي اختراق حقيقي في مسار الحل.

وقالت مصادر: إن المفاجأة جاءت من بغداد هذه المرة إذ بدأت تتردد معلومات عن مبادرة مشتركة بين العراق والولايات المتحدة تهدف لفتح ثغرة في الجدار السوري، وتقديم مقاربة جديدة لمعالجة الأزمات الأمنية والإنسانية، في خطوة قد تعيد رسم التوازنات الإقليمية وتفتح الباب لخفض التصعيد.

وبينما لم يصدر إعلان رسمي عن تفاصيل المبادرة، فإن تزامن لقاءات رفيعة بين مسؤولين أمريكيين وعراقيين، إلى جانب نشاط لافت للوساطة العراقية بين دمشق وواشنطن.

لماذا العراق؟

وأوضحت مصادر، أنه يُنظر إلى العراق على أنه الطرف الأكثر قدرة على لعب دور الوسيط في الملف السوري لعدة أسباب منها: تشابك الأمن القومي، كما أن بغداد تحتفظ بعلاقات قوية مع واشنطن، وفي الوقت نفسه ترتبط بقنوات مفتوحة مع دمشق وطهران وموسكو، كما أنها تمتلك تجربة ميدانية وسياسية في إعادة بناء المناطق المحررة؛ مما يجعله قادرًا على تقديم رؤية حول الاستقرار الإقليمي.

وأشارت المصادر، أن واشنطن باتت مقتنعة بأن الدور العراقي يمكن أن يشكل جسرًا للتواصل مع دمشق، دون خرق العزلة السياسية المفروضة عليها، مع الحفاظ على توازنات المنطقة.

ما ملامح الخطة التي يجري الحديث عنها؟

وتحدثت مصادر سياسية في بغداد عن أربعة محاور أساسية للمبادرة العراقية–الأمريكية المحتملة منها خفض التصعيد العسكري على الحدود و دعم ترتيبات أمنية محلية في الشرق السوري و فتح مسار إنساني–اقتصادي بإشراف عراقي.

وتشير المعطيات إلى أن المبادرة قد تتضمن خطوات لتسهيل دخول المساعدات وتطوير نقاط العبور من العراق إلى سوريا، وربما إنشاء “ممر لوجستي آمن”.

ويسعى العراق من خلال هذا المسار إلى تنشيط التجارة الحدودية و تقليل الاعتماد السوري على التهريب و دعم الاستقرار الاقتصادي في الشمال والشرق

هل تبحث واشنطن عن مخرج من سوريا؟

وأكدت المصادر، أن الحديث المتزايد عن إعادة تموضع القوات الأمريكية أثار تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تستعد لتقليص وجودها العسكري في سوريا.

ومع ذلك، تراهن المصادر على أن واشنطن تفكر في صيغة تتيح لها تخفيف الكلفة العسكرية و الاعتماد أكثر على الشركاء الإقليميين و تقليل المواجهة المباشرة مع إيران

وهذا يجعل الدور العراقي خيارًا مثاليًا، خصوصًا مع رغبة بغداد في الحفاظ على توازن علاقاتها مع واشنطن وطهران ودمشق، ورغم الآمال المعلّقة على المبادرة، إلا أن الطريق نحو أي استقرار في سوريا ما زال مليئًا بالتحديات، أبرزها تعارض المصالح بين واشنطن وطهران ورفض دمشق لأي حل يقيد سيادتها شرق الفرات و حساسية ملف قسد بالنسبة لتركيا و هشاشة الوضع الأمني في دير الزور والرقة والحسكة و غياب توافق عربي شامل حول شكل الحل.

وقالت المصادر: إنه لا توجد مؤشرات على اتفاق شامل حتى الآن، لكن التحركات الأخيرة تظهر أن واشنطن وبغداد تبحثان عن صيغة عملية لإدارة الملف السوري بعيدًا عن الحلول التقليدية الفاشلة.