ذات صلة

جمع

الضفة على فوهة الاشتعال من جديد.. طوباس تحت حصار موسّع واقتحامات تمتد جنوبًا

عادت الضفة الغربية فجر الاثنين إلى واجهة التوتر الميداني،...

موسكو تهاجم “حديث الاستباق”.. روسيا تتهم الناتو بجر أوروبا إلى حافة التصعيد

فجرت التصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة حلف شمال الأطلسي...

إفراج حوثي مشروط.. بقاء أنور شعب قيد الاحتجاز يثير التساؤلات

شهدت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تطورًا جديدًا...

الستار الحديدي.. كيف سترد روسيا على الإجراءات العسكرية الألمانية المفاجئة؟

تشهد العلاقات الروسية–الألمانية واحدة من أكثر مراحلها توترًا منذ...

مستقبل لبنان.. هل يمتلك الفاتيكان أوراق ضغط لإجبار الأطراف على المصالحة؟

تعيش الساحة اللبنانية لحظة سياسية شديدة الحساسية، مع استمرار...

موسكو تهاجم “حديث الاستباق”.. روسيا تتهم الناتو بجر أوروبا إلى حافة التصعيد

فجرت التصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة حلف شمال الأطلسي سجالاً حادًا مع موسكو، بعدما لوّح رئيس اللجنة العسكرية في الناتو بإمكانية اعتماد “خطوات أكثر عدوانية” في مواجهة ما يعتبره الحلف “هجمات سيبرانية وتخريبية روسية”.

في المقابل، رأت روسيا أن هذه التصريحات تمثل خروجًا خطيرًا عن قواعد الانضباط الدبلوماسي، وتعبر عن توجه نحو جر القارة الأوروبية إلى مواجهة مفتوحة.

اتهامات متبادلة.. والخطاب يرتفع

وزارة الخارجية الروسية سارعت إلى الرد عبر المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، التي وصفت تصريحات الناتو بـ”غير المسؤولة”، معتبرة أنها محاولة لنسف أي جهد دولي للتوصل إلى تسوية سياسية في أوكرانيا.

ورأت زاخاروفا، أن اختيار التوقيت ليس اعتباطيًا، بل يأتي في لحظة يشهد فيها الملف الأوكراني تعثرًا، بينما تتزايد الدعوات الغربية لمضاعفة الضغط على موسكو.

وأكدت، أن هذا النوع من الخطاب “لا يسهم إلا في تأجيج التوترات”، محذرة من أن الناتو يحاول خلق مبررات مسبقة لتوسيع نطاق مواجهته مع روسيا تحت شعار الردع الاستباقي.

الناتو يلوح بالهجوم.. والسيبراني في الواجهة

التصريحات المثيرة صدرت على لسان الجنرال جوزيبي دراجوني، رئيس اللجنة العسكرية للحلف، الذي قال: إن التكتل يبحث الانتقال من سياسة رد الفعل إلى تبني نهج أكثر هجومية أو استباقية.

وربط هذا التحول بما يصفه الناتو بتزايد الهجمات الإلكترونية الروسية وأعمال التخريب وانتهاكات المجال الجوي.

دراجوني أوضح لصحيفة فاينانشال تايمز، أن الحلف يحاول صياغة استراتيجية أكثر حزمًا في التعامل مع ما يسميه “الحرب الهجينة الروسية”، مؤكدًا أن الرد في المجال السيبراني قد يكون أسهل؛ نظرًا لقدرات الدول الأوروبية في هذا القطاع، بينما تبقى عمليات الرد على التخريب أو الطائرات المسيرة أكثر تعقيدًا.

تصريحات المسؤول العسكري جاءت لتكشف عن تفكير أوروبي متنامي باتجاه إعادة تعريف قواعد الاشتباك مع موسكو، مع اعتبار الفضاء الرقمي والممرات البحرية جزءًا من ميادين المواجهة المحتملة.

حوادث متكررة تزيد التوتر

وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت عدة دول أوروبية تعرضها لحوادث قالت إنها تحمل بصمات حرب هجينة روسية، من بينها تقطيع لكابلات بحرية في بحر البلطيق، وهجمات إلكترونية على قطاعات حساسة، إضافة إلى توغل طائرات مسيرة تسببت في تعطيل مطارات كبرى.

رغم أن موسكو نفت مرارًا أي ضلوع لها في تلك الحوادث، إلا أن الاتهامات الغربية تتصاعد في ظل مناخ سياسي متوتر، وتنافس استراتيجي يتسع نطاقه.

هذه الوقائع شكلت أرضية خصبة للقيادات العسكرية الغربية للدفع نحو ما تصفه باستراتيجية جديدة للردع، تتجاوز الدفاع السلبي إلى إجراءات مباشرة ضد أي تهديدات محتملة.

قلق روسي من تغيير قواعد اللعبة

الرد الروسي لم يقتصر على التوصيف السياسي، بل حمل تحذيرًا غير مباشر من أن أي تبني لعمليات استباقية من جانب الناتو سيعتبر تصعيدًا مباشرًا.

وعبرت موسكو عن خشيتها من أن تؤدي تصريحات مثل تلك إلى تهيئة الرأي العام الأوروبي لخطوات تقود إلى مواجهة مفتوحة، في وقت يزداد فيه الاحتكاك بين الطرفين عند حدود شرق أوروبا.

وترى موسكو، أن الحلف يسعى إلى استثمار المخاوف الأوروبية من الهجمات الإلكترونية لتعزيز وجوده العسكري، وتبرير تمدد إضافي في مناطق تعتبرها روسيا ضمن مجالها الأمني المباشر.

ولا يبدو أن التصريحات الأخيرة ستبقى مجرد سجال إعلامي، إذ يقرأ مراقبون في لهجة الناتو محاولة لرسم خطوط جديدة للصراع، بينما تتعامل روسيا معها كإنذار مبكر يهدد بتفجير التوازنات القائمة.