ذات صلة

جمع

مستقبل لبنان.. هل يمتلك الفاتيكان أوراق ضغط لإجبار الأطراف على المصالحة؟

تعيش الساحة اللبنانية لحظة سياسية شديدة الحساسية، مع استمرار...

الدرس القاسي.. خطة ترامب لغزة تحولت إلى عبء سياسي بلا تنفيذ عملي

تكشف التطورات الأخيرة أن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي...

الصندوق الأسود.. كيف يمهد التحرك ضد الإخوان لخارطة سياسية جديدة في تونس؟

تشهد تونس تحوّلات سياسية متسارعة، تفتح الباب أمام مرحلة...

الدرس القاسي.. خطة ترامب لغزة تحولت إلى عبء سياسي بلا تنفيذ عملي

تكشف التطورات الأخيرة أن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشر قوة دولية في قطاع غزة تحولت تدريجيًا من مشروع استراتيجي طموح إلى عبء سياسي ثقيل يطارد الإدارة الأميركية.

فرغم نجاح واشنطن في تمرير الخطة داخل مجلس الأمن بصيغة دولية، إلا أن تنفيذها على الأرض ما يزال بعيدًا، وسط غياب الالتزامات العسكرية، وتزايد القلق بين الدول المقترحة للمشاركة.

هذا التحوّل دفع مصادر إلى اعتبار التجربة درسًا قاسيًا لواشنطن، التي حاولت فرض حل أمني سريع في غزة، لكنها اصطدمت بالواقع العملي والسياسي والإنساني المعقد في القطاع.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست -في تقرير موسع-، أن الخطة الأميركية، التي يفترض أن تعتمد على نشر قوة دولية لتأمين غزة وإدارة المرحلة التي تلي الحرب، تواجه “عقبات جوهرية” في مستويات التجنيد والانتشار والتجهيز، إضافة إلى غموض واسع بشأن قواعد الاشتباك والمهام الميدانية.

ووفقًا للمصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن واشنطن لم تنجح حتى الآن في الحصول على التزامات مؤكدة من الدول التي رُشحت للمشاركة، رغم المناقشات المكثفة التي أجرتها وزارة الخارجية والبنتاغون خلال الأشهر الماضية.

الدرس القاسي لإدارة ترامب

وقالت مصادر: إنه من الواضح أن الخطة الأميركية تكشف فجوة كبيرة بين الطموح السياسي والقدرة التنفيذية، فبينما أرادت إدارة ترامب أن تقدم تصورًا سريعًا لإدارة غزة بعد الحرب ونزع سلاح الفصائل، فإنها لم تتمكن من توفير الأدوات العسكرية أو التحالفات القادرة على تنفيذ هذا التصور.

وأكدت المصادر، أن الخطة تحولت من ورقة ضغط سياسي إلى “ورطة دبلوماسية”، بعدما أدرك البيت الأبيض أن البيئة في غزة ليست صالحة لدخول قوات أجنبية دون خطر كبير و الدول المرشحة للمشاركة تخشى التورط العسكري في صراع مفتوح و الفصائل الفلسطينية ستتعامل مع أي وجود عسكري كقوة احتلال و المجتمع الدولي غير متحمس لتحمل مسؤوليات أمنية بهذا الحجم

وأشارت، أنه بمعنى آخر، فإن خطة ترامب أصبحت عبئًا سياسيًا، إذ أعلنت للعالم مشروعًا لا تملك واشنطن القدرة على تنفيذه، مما أدى إلى إحراج دبلوماسي، وخلق فجوة بين التصريحات السياسية والواقع الميداني.

مستقبل الخطة

ووفق تقديرات دبلوماسية، فإن الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة تضيق تدريجيًا، وتشمل تأجيل تنفيذ الخطة إلى أجل غير مسمى لحين توفر بيئة آمنة و تقليص حجم القوة الدولية إلى وحدات تدريبية فقط وإعادة طرح الخطة بصيغة مدنية تديرها الأمم المتحدة بدلاً من قوة عسكرية و التخلي عن المشروع بالكامل إذا فشلت واشنطن في تأمين الدعم الدولي

واختتمت المصادر، أن الخطة الأميركية لنشر قوة دولية في غزة كان يُفترض أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لإنهاء الصراع وإعادة بناء القطاع، لكن ومع غياب الالتزامات الدولية، وتعقيدات الوضع الميداني، وتردد الدول المشاركة، تحولت الخطة إلى اختبار صعب كشف محدودية النفوذ الأميركي في إدارة مرحلة ما بعد الحرب.