ذات صلة

جمع

فضيحة في لندن.. الإفراج بالخطأ عن عشرات السجناء يضع حكومة بريطانيا في مأزق

تشهد بريطانيا واحدة من أكثر الفضائح القضائية إثارة للجدل...

جدل في طرابلس.. أستاذ جامعي يختفي بعد تصريحات ضد الغرياني

في تطور خطير يعكس حجم الانفلات الأمني في المنطقة...

ورقة الجوع.. الإخوان يحيون رواية الاضطهاد داخل السجون التونسية

في مشهد يعيد إلى الأذهان أساليب قديمة استخدمتها جماعة...

التهديد المتطور.. ما الآلية لضمان عدم إعادة زرع الألغام بعد إزالتها في اليمن؟

يشكل خطر إعادة زرع الألغام من قِبل أطراف مسلحة أو عناصر معزولة تهديدًا مستمرًا يواجه السكان المدنيين وجهود المساعدات الإنسانية في اليمن.

كيف تعيق الألغام جهود التطهير؟

وأوضحت المصادر أنه منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، تحولت الألغام إلى سلاح صامت يهدد حياة المدنيين في المدن والقرى والطرقات الزراعية وحتى السواحل.

ورغم نجاح برامج الإزالة، التي يشرف عليها البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام ومشروع “مسام” السعودي، في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي، فإن تقارير ميدانية تؤكد أن بعض المناطق التي أُعلنت خالية من الألغام شهدت لاحقًا إعادة زراعتها، في مؤشر على تصعيد خطير يهدد حياة المدنيين ويقوّض الثقة في جهود نزع السلاح.

الابتزاز العسكري والسياسي للحوثيين

وأكدت مصادر أن إعادة زرع الألغام بعد إزالتها تمثل تكتيكًا عسكريًا متعمدًا من قبل الحوثيين، الذين يسعون إلى منع عودة السكان إلى مناطقهم، وعرقلة تقدم القوات الحكومية، وإبقاء خطوط الإمداد محفوفة بالمخاطر.

وأشارت إلى أن الجماعة تستخدم الألغام أيضًا كأداة سياسية، إذ تُتهم بزرعها في مناطق حدودية أو متنازع عليها لفرض “أمر واقع” أو لابتزاز المجتمع الدولي في ملفات التفاوض.

وقالت إن الخطر اليوم لم يعد فقط في الألغام القديمة، بل في الألغام الجديدة التي تُزرع خفية عقب عمليات التطهير، في ظل غياب رقابة دولية صارمة على الأرض.

ما أبرز التحديات؟

وترى المصادر أن أبرز التحديات تتمثل في غياب الاستقرار الأمني في المحافظات الشمالية والوسطى، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية، كما أن غياب الإرادة السياسية لدى الميليشيات المسلحة يجعل تنفيذ أي التزامات دولية أمرًا معقدًا.

وأكدت أن التهديد الأكبر ليس في إزالة الألغام، بل في ضمان ألا تُزرع من جديد، وإذا لم تُفرض رقابة صارمة أو عقوبات واضحة، فإن كل ما يُبذل اليوم قد ينهار في لحظة واحدة.

الحلول الحقيقية

كما قالت إن الحل الحقيقي يكمن في تبني مقاربة وطنية شاملة تجمع بين الحلول التقنية والقانونية والإنسانية، عبر إشراك المجتمعات المحلية في جهود المراقبة، وتوسيع برامج التوعية بخطر الألغام، إلى جانب تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة لتوفير التمويل والخبرات اللازمة.

وأوضحت أن المعركة ضد الألغام لم تعد مجرد قضية إزالة، بل معركة ضد عقلية الحرب المستمرة، وإذا لم تتوفر ضمانات دائمة تمنع إعادة الزرع، فإن التهديد سيبقى قائمًا حتى بعد إعلان النصر الفني.