ذات صلة

جمع

الدور الإقليمي والدولي.. متى سيُعقد مؤتمر دعم التنمية الليبية؟

تزداد التساؤلات حول موعد عقد مؤتمر دعم التنمية الليبية...

جدل التمديد.. هل تنسحب جنوب لبنان بالكامل من قِبَل إسرائيل أم تحتفظ بمواقعها؟

تتصاعد في الآونة الأخيرة حدة الجدل السياسي والعسكري حول...

أزمة المياه في طهران.. هل يفتح العطش الباب أمام اضطرابات سياسية كبرى بإيران؟

في تصريح صادم حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من...

جدل التمديد.. هل تنسحب جنوب لبنان بالكامل من قِبَل إسرائيل أم تحتفظ بمواقعها؟

تتصاعد في الآونة الأخيرة حدة الجدل السياسي والعسكري حول مستقبل الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان، وسط تضارب المواقف بين تل أبيب وبيروت بشأن تنفيذ بنود اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه أواخر عام 2024 بوساطة أمريكية وفرنسية.

ويبقى السؤال الأبرز هل ستلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل احترامًا للاتفاقات والشرعية الدولية، أم أنها ستستمر في فرض أمر واقع جديد في الجنوب اللبناني تحت ذريعة الأمن القومي؟

ما هي أُطر الاتفاق والتحدّيات الميدانية؟

حيث تم التوصل في 27 نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بموجب وساطة أميركية، سيّرت الهدنة مع اتفاق ينصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يومًا من الخطّ الأزرق إلى ما بعده، فيما تنبّه الاتفاق أيضًا لانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، لكن العملية واجهت عقبات بارزة، إذ أعربت إسرائيل عن أن الموعد النهائي ليس ″مقدّسًا″ بل مشروطًا بما تسمّيه تطوّرات ميدانية، مثل نشر الجيش اللبناني أو تنشّط حزب الله.

وعلى الجانب اللبناني، تصاعدت الانتقادات لإسرائيل التي يبدو أنها تخطّط للبقاء في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان بعد الموعد النهائي المنقضي في 18 فبراير 2025.

ما هو موقف لبنان والمجتمع الدولي؟

من جهتها، رفضت السلطات اللبنانية المقترح الإسرائيلي بالبقاء في خمس نقاط، واعتبرته استمرارًا للاحتلال، ودعت بيروت إلى انسحاب كامل وفوري، وطلبت من مجلس الأمن الدولي تفعيل القرار قرار مجلس الأمن 1701 الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة.

في المقابل، جاء تدخل دولي عبر الوساطة الفرنسية، حيث اقترحت باريس استبدال المواقع التي ترغب إسرائيل بالبقاء فيها بقوات دولية تابعة لـ قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL)، وذلك لتسهيل الانسحاب وضمان الاستقرار الحدودي.

ما هي خيارات الانسحاب ومعوقاته؟

وكشفت مصادر عن عدة سيناريوهات منها انسحاب كامل وسريع يُعيد لبنان إلى السيطرة الكاملة على حدوده الجنوبية ويُعزّز سلطة الدولة، ويُعدّ انتصارًا دبلوماسيًا لبيروت و انسحاب جزئي مع احتفاظ إسرائيل بمواقع استراتيجية، وهو ما تُصر عليه تل أبيب لأسباب أمنية، لكنّه قد يُفسّر كاستمرار للاحتلال بنظر لبنان والمجتمع الدولي و تأجيل طويل أو انسحاب مشروط بناءً على تنفيذ شروط إسرائيل (مثل انسحاب حزب الله أو نشر الجيش اللبناني) قبل التراجع.

أبرز المعوّقات

وقالت المصادر: إن من أبرز المعوقات قدرة الجيش اللبناني على الانتشار وتحجيم حزب الله، والتأكيد الإسرائيلي على أن المنطقة لم تُفعّل مناسبتها بعد لتسليمها بالكامل، فضلاً عن اعتبار إسرائيل أن الموعد ليس نهائيّاً.

ما هي التداعيات الأمنية والسياسية؟

وذكرت المصادر، أنه في حال استمرّت إسرائيل في البقاء بمواقعها يُحتمل أن يتجدّد التوتر مع حزب الله؛ ممّا قد يُشعل مواجهات داخل المنطقة الحدودية، ويُعنى ذلك بأن لبنان لن يستعيد سيادته الكاملة على أراضيه، ويُعيد جدلية حضور معادلات عسـكرية غير حكومية في الجنوب.

ومن الناحية الدولية، قد يُنظر إلى انسحاب ناقص بأنه تراجع لمصداقية الأليات الدولية كـ UNIFIL أو لقرارات مثل 1701.

أما في حال انسحاب كامل يُحتمل أن يتحوّل الجنوب إلى منطقة أكثر استقراراً وإن كانت هشّة، غير أنّ منطقة الحلف الشيعي- الإيراني ستبقى تحت المجهر و ستتقدّم مطالب إعادة الإعمار والعودة السكانية مع تسليم المنشآت المتضرّرة، و قد تُفتح ساحة سياسية داخل لبنان لتكريس دور الدولة بدلاً من ميليشيات محلية أو غير حكومية.