تفاقم التوتر بين أفغانستان وباكستان بعد فشل الجولة الثالثة من المفاوضات التي استضافتها إسطنبول، والتي كانت تهدف إلى وقف التصعيد الحدودي بين البلدين.
وأعلنت حركة طالبان الحاكمة في كابول، أن المحادثات انتهت دون تحقيق أي تقدم، محملة الجانب الباكستاني مسؤولية إفشال الحوار بسبب ما وصفته بـ”السلوك غير المسؤول وعدم التعاون”.
وفي بيان رسمي، أكد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، أن بلاده دخلت المفاوضات بنوايا صادقة لحل الخلافات عبر الحوار، إلا أن التصرفات الباكستانية دفعت الجهود إلى طريق مسدود
وأضاف، أن أفغانستان لن تتسامح مع أي اعتداء على أراضيها أو انتهاك لسيادتها، محذرًا من أن “استمرار الاستفزازات سيؤدي إلى عواقب وخيمة”.
إسلام آباد ترد وتتهم طالبان بالتشدد
على الجانب الآخر، ردت باكستان باتهام حكومة طالبان بعدم إبداء أي مرونة خلال المفاوضات، مشيرة إلى أن الحوار أصبح بلا جدوى في ظل تصلب المواقف.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف -في تصريحات تلفزيونية-: إن الوفد الأفغاني جاء بمطالب غير واقعية، ورفض جميع المقترحات التي تهدف إلى التهدئة، مضيفًا أن الجولة الرابعة من المفاوضات “لن تعقد في المدى القريب”.
وأكد آصف، أن إسلام آباد “ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لحماية حدودها من أي تهديد”، لافتًا إلى أن الوضع الأمني على الحدود الغربية يتدهور بسبب أنشطة الجماعات المسلحة التي تنطلق من الأراضي الأفغانية.
بدوره، أوضح وزير الإعلام الباكستاني عطاء الله ترار، أن فشل المحادثات يعكس “غياب الإرادة السياسية لدى طالبان”، متهمًا كابول بـ”غض الطرف عن الجماعات الإرهابية” التي تنفذ هجمات ضد الجيش الباكستاني.
وتشهد العلاقات بين أفغانستان وباكستان توترًا متصاعدًا منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول عام 2021، حيث تتهم إسلام آباد الحركة بالسماح لمقاتلي تنظيم تحريك طالبان باكستان باستخدام الأراضي الأفغانية كملاذ آمن لتنفيذ عمليات ضدها.
خلفية الصراع الحدودي
وخلال الأشهر الماضية، شهدت الحدود المشتركة بين البلدين اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، في واحدة من أكثر المواجهات دموية منذ عقود.
كما تبادلت العاصمتان الاتهامات بشأن بناء التحصينات العسكرية وتغيير مواقع المراقبة على طول خط “ديورند” الحدودي، الذي لطالما شكل نقطة خلاف تاريخية بين البلدين.
تحذيرات من انزلاق جديد
ويرى مراقبون، أن فشل المفاوضات الأخيرة ينذر بانزلاق جديد في العلاقات بين الجارتين، خاصة مع تبادل التصريحات النارية وتصاعد الخطاب العدائي بين كابول وإسلام آباد.
ويؤكد محللون، أن حكومة طالبان تسعى لإظهار موقف قوي أمام الداخل الأفغاني، في حين تحاول باكستان توجيه رسالة بأنها لن تتهاون مع أي تهديد أمني صادر من الحدود.

