موسم الحصاد يتحوّل إلى موسم مواجهة.. والأمم المتحدة تحذر من تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين
تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية بالتزامن مع موسم قطف الزيتون، إذ شهدت بلدة بيتا جنوب نابلس، اليوم السبت 8 نوفمبر 2025، هجومًا عنيفًا نفّذه مستوطنون ضد عدد من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، بينهم مسعفون وصحفيون، بجروح متفاوتة.
اعتداء ممنهج على طواقم الإسعاف والإعلاميين
أكد محمد حمايل، نائب رئيس بلدية بيتا، أن ستة من المسعفين والصحفيين، إضافة إلى مواطن آخر، أصيبوا خلال هجوم شنه مستوطنون على مشاركين في فعالية لقطف الزيتون في منطقة جبل قماص.
وأوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع عدد من الإصابات نتيجة الضرب المبرح، ونُقل ثلاثة مصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
اعتداءات على المتضامنين والمزارعين
وبحسب مصادر محلية، فقد هاجم المستوطنون المواطن بشار عيد وعددًا من المتضامنين الأجانب أثناء عملهم في أراضيهم بقرية بورين، ما أدى إلى إصابته بكسور وجروح خطيرة.
كما أصيب ثلاثة متضامنين أجانب ومجموعة من الفلسطينيين جرّاء استهدافهم بالحجارة والعصي.
تقارير أممية تحذر من تصاعد الهجمات
في سياق متصل، دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى محاسبة المستوطنين وقوات الاحتلال على الجرائم والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية.
ووفقًا للمكتب، فقد استُشهد 1010 فلسطينيين في الضفة والقدس بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2025 جرّاء تلك الهجمات، كما سُجّل 757 هجومًا في النصف الأول من عام 2025 وحده — بزيادة 13% عن العام السابق.
أطفال الضفة في دائرة الخطر
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن 42 طفلًا فلسطينيًا قُتلوا منذ بداية العام على يد قوات الاحتلال، أي أن طفلًا من كل خمسة ضحايا فلسطينيين كان بين القتلى.
كما وثّق المكتب 264 هجومًا للمستوطنين خلال الشهر الماضي وحده، في أعلى معدل منذ نحو عقدين، بمتوسط ثماني اعتداءات يوميًا.
تهجير قسري وهدم للمنازل
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن أكثر من 3200 فلسطيني نزحوا منذ أكتوبر 2023 بسبب عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول إلى الأراضي.
كما ندد المكتب بقرارات الهدم الجماعي التي صدرت مؤخرًا ضد 11 منزلًا ومرافق حيوية في تجمع أم الخير جنوب الخليل، مطالبًا بوقف فوري لهذه الإجراءات التعسفية.
موسم الزيتون.. من الحصاد إلى الصمود
تأتي هذه الاعتداءات في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف الهجمات ومحاسبة مرتكبيها، لكن على الأرض يواصل المستوطنون وقوات الاحتلال استهداف الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، في مشهد يؤكد أن موسم الزيتون تحوّل من موسم حصادٍ إلى موسم مواجهةٍ وصمود.

