ذات صلة

جمع

تحالف الرياض من أجل السلام.. الجامعة العربية تدعم خطوات تنفيذ حل الدولتين

في مشهد يعيد الزخم إلى المسار السياسي المجمد منذ سنوات، شاركت جامعة الدول العربية في اجتماع تنسيقي رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض بمشاركة واسعة من القوى الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها السعودية والاتحاد الأوروبي والنرويج.

وترأس وفد الجامعة السفير الدكتور فائد مصطفى، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، الذي أكد التزام الجامعة الثابت بدعم كل المبادرات الرامية إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ترجمة إعلان نيويورك إلى خطوات عملية

ركز الاجتماع، الذي يُعد الأول من نوعه بعد إطلاق “التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين”، على تحويل إعلان نيويورك إلى خطة واقعية تتضمن إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية ملموسة تعزز فرص تحقيق السلام.

وتناول المشاركون آليات دعم السلطة الفلسطينية ومساعدتها في استعادة فاعليتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب بحث سبل تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع الذي يرزح تحت وطأة الحرب والحصار.

وأكدت الوفود المشاركة، أن حل الدولتين ليس شعارًا دبلوماسيًا، بل هو الإطار الوحيد القادر على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط عبر إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة إلى جانب إسرائيل.

الرياض مركز تنسيق دولي جديد للسلام

استضافة السعودية لهذا الاجتماع جاءت لتؤكد دورها المركزي المتصاعد في دعم الجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية، وموقعها كجسر تواصل بين الأطراف العربية والدولية.

وبحسب مصادر دبلوماسية، تعمل الرياض على توحيد الرؤية العربية والغربية حول خطوات تنفيذية تضمن استئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وتشير المشاركة العربية الواسعة إلى إدراك متزايد لأهمية التحرك الجماعي في مواجهة الانسداد السياسي الذي طال أمده، خاصة في ظل تصاعد التوترات في غزة والضفة الغربية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية.

الجامعة العربية.. موقف ثابت ودبلوماسية فاعلة

أكد وفد الجامعة العربية -خلال الاجتماع-، أن الطريق إلى السلام الدائم يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة إلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.

كما دعا السفير فائد مصطفى إلى تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل وضع جدول زمني واضح لتنفيذ حل الدولتين، وتوفير الضمانات الدولية اللازمة لنجاحه.

ويرى مراقبون، أن مشاركة الجامعة في هذا التحالف تعكس تحولاً في طبيعة العمل العربي المشترك، من مرحلة البيانات الرمزية إلى مرحلة الفعل الدبلوماسي الملموس على الساحة الدولية.

أمل جديد رغم العواصف

يأتي هذا الاجتماع في وقت تتصاعد فيه الأزمات الإقليمية وتتعقد فيه موازين القوى، إلا أن إطلاق التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين يشكل نافذة أمل وسط مشهد سياسي مضطرب.

ومع انخراط الجامعة العربية إلى جانب السعودية وشركائها الدوليين في بلورة رؤية عملية، يبدو أن التحرك نحو السلام لم يعد مؤجلاً، بل يسير في اتجاهٍ جديد يقوم على الشراكة، والتنسيق، والإرادة السياسية لإحياء مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة.