برزت مؤشرات قوية على بدء عمليات إعادة هيكلة أمنية وتنظيمية عميقة داخل كل من حزب الله اللبناني ومليشيات الحوثي في اليمن، في محاولة للحد من الاختراقات الأمنية التي طالت صفوفهما خلال الأشهر الأخيرة.
إعادة هيكلة حوثية واسعة
وقالت مصادر: إن هذه الخطوة تهدف إلى توزيع الصلاحيات وتقليص المركزية في صنع القرار الميداني، بحيث تعمل كل منطقة عسكرية كجيش مستقل يمتلك سلطة التحرك دون الرجوع إلى القيادة المركزية في صنعاء.
يأتي ذلك بعد مقتل رئيس أركان الحوثيين محمد عبدالكريم الغماري بغارة إسرائيلية في أغسطس الماضي، ما تسبب في فراغ قيادي حاد داخل البنية العسكرية للجماعة.
وأوضحت المصادر، أن هناك ست مناطق عسكرية حوثية رئيسية، تتوزع بين محافظات يمنية عدة، يتزعمها قياديون من الدائرة الضيقة المقربة من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، مثل عبدالخالق الحوثي وعبداللطيف المهدي وعقيل الشامي وغيرهم.
بسرية.. كيف يعمل حزب الله على ترميم صفوفه؟
وكشفت مصادر، أن حزب الله يعيش مرحلة مشابهة من إعادة الهيكلة بعد الخسائر التي تكبدها في حربه المستمرة مع إسرائيل.
وأكدت المصادر، أن الحزب فقد خلال الخمسة عشر شهرًا الأخيرة ما بين 10 إلى 15% من قياداته الميدانية ومئات العناصر من الفئة الأولى، بينهم تقنيون وخبراء في مجالات الاتصالات والرادار والتشويش.
وأشارت المصادر أن الحزب بدأ تطبيق سياسة العنقودية في القيادة، بحيث تُوزّع مهام القيادة الميدانية على مجموعات صغيرة مستقلة يصعب اختراقها، وتعمل بسرية تامة دون الاتصال المباشر بالمراكز الكبرى في الضاحية الجنوبية أو البقاع.
وترى المصادر، أن الحزب بات يعتبر الحفاظ على قادته ومهندسيه أولى من الحفاظ على مخازن السلاح، في إشارة إلى تغيير في أولويات الحزب بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها خلال الأشهر الماضية.
المؤشرات الميدانية
وقالت المصادر: إن المؤشرات الميدانية كشفت أن الاختراقات الأمنية العميقة التي طالت أذرع إيران في المنطقة، ولا سيما في لبنان واليمن.
وبينما تحاول ميليشيات الحوثيين باليمن وحزب الله في لبنان التكيف مع الواقع الأمني الجديد عبر إجراءات صارمة من السرية والانغلاق المعلوماتي، فإنهما تواجهان تحديًا متصاعدًا يتمثل في فقدان القيادات المؤثرة وتآكل الثقة داخل الهياكل التنظيمية.
واختتمت المصادر حديثها، أن أذرع طهران تبدوا أمام سباق مع الزمن لإعادة بناء شبكاتها العسكرية والأمنية قبل أن تتلقى ضربات جديدة قد تهدد قدرتها على الاستمرار أو تقلص دورها في تنفيذ الأجندة الإيرانية الإقليمية.

