ذات صلة

جمع

منها التيارات المتشددة في النمسا.. ما مدى تأثير التطرف السياسي على الأمن القومي في أوروبا؟

مع تصاعد التحركات الأمنية والسياسية لمواجهة الجماعات الإرهابية التي...

المتآمرون يتخبطون.. كيف استغل الإخوان الاحتجاجات السلمية في قابس حول التلوث البيئي؟

شهدت محافظة قابس التونسية احتجاجات سلمية واسعة النطاق خلال...

تهديد أم دعاية.. ما وراء الرسالة الروسية تجاه الناتو وأوروبا

أكد سيرغي ناريشكين، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، خلال...

إسرائيل تلوح بمواجهة “كبرى” جديدة مع إيران

رغم مرور أشهر على توقف العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، إلا أن أجواء ما بعد الحرب ما تزال مشحونة ومفتوحة على احتمالات التصعيد، مع مؤشرات متزايدة على أن تل أبيب تستعد لجولة جديدة قد تعيد المنطقة إلى مربع المواجهة المباشرة.

تصعيد تدريجي واستعداد ميداني

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن إسرائيل ترفع منسوب الجهوزية العسكرية على أكثر من جبهة، بدءًا من الجبهة الشمالية مع لبنان، وصولاً إلى البحر الأحمر والساحة السورية.

في الوقت الذي تواصل فيه وحداتها الجوية تدريبات مكثفة تحاكي ضربات بعيدة المدى، تعمل القوات البرية على تعزيز مواقعها الدفاعية ضمن خطة طوارئ واسعة، تعكس إدراكًا بأن المواجهة مع إيران قد لا تكون بعيدة.

ويظهر أن تل أبيب تتحرك ضمن استراتيجية “الردع المسبق”، عبر إبراز قوتها العسكرية واختبار قدراتها في مواجهة أي تهديد محتمل، سواء جاء من الأراضي الإيرانية مباشرة أو عبر أذرع طهران المنتشرة في سوريا ولبنان واليمن.

ملفات معلقة وصراع مفتوح

على الرغم من الهدوء النسبي، فإن الملفات العالقة بين إسرائيل وإيران ما تزال تشكّل وقودًا لأي انفجار محتمل.
فالخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، وتنامي القدرات الصاروخية لطهران، يضعان الدولتين في مواجهة مستمرة وإن كانت غير معلنة.

وترى تل أبيب، أن التقدم الإيراني في مجالي التخصيب والتسليح الباليستي يمثل تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن احتواؤه إلا عبر ضربة استباقية أو تحرك ميداني يحد من قدرات الخصم.

وفي المقابل، لا تخفي إيران رغبتها في استعادة زمام المبادرة، من خلال تعزيز تحالفاتها الإقليمية وتوسيع حضورها العسكري غير المباشر، في محاولة لموازنة النفوذ الإسرائيلي وتثبيت معادلة “الرد بالمثل”.

الجبهة الشمالية.. بين الترقب والاشتعال

يبدو أن الجبهة اللبنانية هي الأكثر عرضة للاشتعال في حال اندلاع مواجهة جديدة، فالتوتر المستتر بين إسرائيل وحزب الله ما يزال قائمًا، والحدود الجنوبية للبنان تحولت إلى منطقة نشاط استخباراتي مكثف وتحركات لوجستية متبادلة.

وفي ظل ذلك، تتعامل إسرائيل مع احتمالية أن تكون أي مواجهة مقبلة مع إيران متعددة الجبهات، تشمل لبنان وسوريا وربما البحر الأحمر، ما يدفعها إلى مضاعفة مناوراتها العسكرية ونشر أنظمة دفاعية متطورة في مناطق متفرقة من الشمال والجنوب.

حسابات ما قبل الانفجار

رغم تصاعد التوتر، تدرك إسرائيل أن الدخول في حرب مفتوحة مع إيران سيحمل كلفة كبيرة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، خصوصًا في ظل الوضع الداخلي المتوتر والخلافات السياسية التي تشهدها الحكومة الإسرائيلية.

لكن في المقابل، يعتقد صانع القرار في تل أبيب أن تأجيل المواجهة قد يمنح طهران مزيدًا من الوقت لتطوير قدراتها النووية والعسكرية، وهو ما يجعل خيار الضربة الوقائية مطروحًا بقوة على طاولة النقاش.