ذات صلة

جمع

صفعة فكرية للإخوان.. إصداران جديدان يفككان أيديولوجيا التطرف

في مشهد فكري يعبر عن نضوج المواجهة مع خطاب...

مخاطر محتملة.. هل يؤثر إقصاء حماس من المشهد في غزة على أوروبا؟

يبقى قطاع غزة محط اهتمام دولي بسبب موقعه الاستراتيجي...

نهج “الدم والسلاح”.. من يتحكم بالمشهد في غزة بعد وقف إطلاق النار؟

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ...

تعزيز العلاقات السورية الروسية: فرص واسعة لإعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي

أكد وزير المالية السوري، محمد برنية، أن العلاقات بين...

تبادل إنساني في غزة: استلام جثامين أسرى فلسطينيين وسط هدنة هشّة وخروقات متكرّرة

في تطوّر جديد يسلّط الضوء على التعقيدات الإنسانية والسياسية...

تعزيز العلاقات السورية الروسية: فرص واسعة لإعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي

أكد وزير المالية السوري، محمد برنية، أن العلاقات بين دمشق وموسكو تشهد تحسّنًا تدريجيًا، مشدّدًا على وجود فرص كبيرة أمام الشركات والجهات الروسية للمساهمة في عملية إعادة إعمار سوريا، وذلك في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية.

جاءت تصريحات برنية خلال مقابلة خاصة مع وكالة “نوفوستي” الروسية، على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس محافظي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن.

تطوّر تدريجي في العلاقات السورية الروسية

أعرب الوزير برنية عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات بين سوريا وروسيا، مؤكّدًا أن التحسّن سيتم «بخطوات متدرجة»، موضحًا أن «الأمر قد يتطلب بعض الوقت، لكنه يسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف أن روسيا تُعَدّ شريكًا استراتيجيًا لدمشق، وأن هناك نية واضحة لتوسيع مجالات التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة.

فرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات

وأشار وزير المالية السوري إلى أن مجالات التعاون لا تقتصر على قطاع محدّد، بل تشمل جميع القطاعات الاقتصادية، وفي مقدمتها البنية التحتية، والخدمات، والاستثمار.

مباحثات رئاسية: بوتين والشرع يؤكدان عمق العلاقات

تأتي تصريحات برنية بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، في أول زيارة له منذ تولّيه السلطة في ديسمبر الماضي.
وقد التقى الرئيس السوري نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، حيث عقد الجانبان محادثات مغلقة بحضور عدد محدود من المسؤولين من الطرفين.

وخلال اللقاء، أشاد بوتين بالعلاقات «الودّية والتاريخية» التي تجمع بين البلدين، مؤكّدًا أن روسيا كانت دائمًا حريصة على دعم سوريا في مختلف الظروف. من جانبه، أكّد الرئيس الشرع أهمية «إعادة ضبط العلاقات مع روسيا»، مشيرًا إلى أن تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة يُعَدّ أولوية في المرحلة الراهنة.

نوفاك: روسيا مستعدة لدعم إعادة الإعمار وتوسيع التعاون

وفي تصريحات صحفية أعقبت القمة الرئاسية، أكّد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا مستعدة لتقديم الدعم الكامل لسوريا في جهود إعادة الإعمار، ولا سيّما في مجال إعادة تأهيل البنية التحتية.

كما أشار نوفاك إلى أن المحادثات شملت آفاق التعاون في مجالات إضافية، من بينها الثقافة، والقطاع الإنساني، والرعاية الصحية، والسياحة، مؤكّدًا اهتمام دمشق بالحصول على القمح والأدوية الروسية.

التعاون في قطاع الطاقة مستمر

كشف نوفاك أيضًا عن استعداد موسكو لمواصلة العمل في حقول النفط داخل الأراضي السورية، لافتًا إلى أن الشركات الروسية تمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، وأن هناك رغبة مشتركة في توسيع هذا التعاون خلال المرحلة المقبلة.

مشاركة رفيعة المستوى في الزيارة الرسمية

رافق الرئيس السوري في زيارته إلى موسكو وفد رسمي ضمّ عددًا من كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، وأمين عام رئاسة الجمهورية ماهر الشرع.

تعكس التصريحات الرسمية من الجانبين السوري والروسي تطلعاتٍ مشتركة لإعادة بناء العلاقات الثنائية على أسس أكثر متانة، بالتوازي مع الجهود الجادّة لإعادة إعمار سوريا بعد سنوات من الحرب. وفي ظلّ الانفتاح السوري على الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية، يبدو أن موسكو تتهيّأ للعب دورٍ محوري في المرحلة المقبلة، سواء في دعم البنية التحتية أو في تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والثقافة.

وبينما تفتح دمشق أبوابها أمام الشركاء الدوليين، تظلّ العلاقة مع روسيا عنصرًا أساسيًا في ملامح خارطة الإعمار والتنمية المقبلة، بما يعزّز فرص الاستقرار الاقتصادي والسياسي في سوريا والمنطقة.