برز دور ميليشيات الإخوان في اليمن ضد الصحفيين وقمع آرائهم، إذ قامت بممارسة كل أنواع القمع من خلال الاعتقالات التعسفية، والمداهمات، وحالات التهديد، وتعطيل النشاط المهني، وفرض قيود الرقابة.
مداهمة منازل الصحفيين في تعز.. منهج الميليشيات
فقد أعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين أن قوة أمنية موالية للإخوان داهمت منزل الصحفي يزيد الفقيه في محافظة تعز، واعتقلته بشكل تعسفي بعد أن تم إصدار أمر قبض “قهري” بناءً على ما يُعرف بقضايا نشر، كما اقتحمت قوة أمنية موالية للإخوان منزل الصحفي حمود هزاع في مخيم الجفينة للنازحين، بسبب كتاباته الناقدة لانتهاكات تنظيم الإخوان بالمحافظة.
وهذا يوضح أن عمليات القمع تشمل محافظات أخرى تقع تحت نفوذ الإخوان.
ما هي خارطة الانتهاكات الصحفية في اليمن؟
سجّل تقرير نقابة الصحفيين اليمنيين 101 حالة انتهاك لحرية الصحافة في اليمن خلال عام 2024، منها 27 حالة احتجاز تعسفي (26.7٪)، و23 حالة تهديد وتحريض، و19 حالة محاكمات مترتبة على نشاط صحفي، و11 حالة اعتداء على صحفيين أو ممتلكاتهم أو مقرات إعلامية، وغيرها من حالات المنع، والحجب، والإغلاق، وتعطيل أوضاع العمل الإعلامي.
كما أشار تقرير مرصد الحريات الإعلامية (Marsadak) إلى أن عدد الانتهاكات منذ عام 2015 حتى منتصف 2025 تجاوز 2,600 حالة، تتضمن اعتقالات كثيرة، وهجمات على الإعلاميين، وتعذيباً، وتهديدات، بل والموت في بعض الحالات.
وأوضح تقرير Women Journalists Without Chains أنه تم توثيق 75 انتهاكاً في عام 2024 وحده، تتنوع بين احتجاز، واختطاف، ومحاكمات، وتهديد، وهجوم على المدارس الإعلامية والمؤسسات الصحفية.
ما هو أثر القمع الإعلامي على المجتمع والسياسة في تعز؟
بات الصحفيون يتجنبون تناول القضايا الحساسة خوفاً من الاعتقال أو المضايقة، مما يؤدي إلى تراجع الرقابة العامة وتقلص سقف النقاش العام. كما أن حجم المنع والحجب وتأخير النشر جعل من الصعب على الجمهور الوصول إلى معلومات مستقلة، مما يعزز الاحتكار الإعلامي التابع للأجندات الحزبية أو العسكرية.
لماذا تستمر ممارسة القمع؟
إن السيطرة على السرد الإعلامي تُمكّن الإخوان من فرض رؤيتهم في النزاع الداخلي، وتبديد الانتقادات، وتعزيز نفوذهم المحلي في تعز وأماكن أخرى. كما أن وجود أجهزة أمنية محلية خاضعة في كثير من الأحيان لتوجيهات حزبية أو ميليشياوية يؤدي إلى تنفيذ أوامر الاعتقال والملاحقة دون مساءلة.
ورغم توثيق الانتهاكات من منظمات حقوقية، فإن العقوبات أو الضغوط الدولية غالباً ما تكون محدودة، مما يترك المنتهكين في حالة إفلات من العقاب، فالقانون يفتقر إلى آليات تنفيذ فعّالة، والجهات القضائية أحياناً مُلتبسة الاختصاص، والمخالفات غالباً ما تُضمَّن ضمن توجيهات أمنية لا شفافية فيها.
وكشفت مصادر أن تضييق الخناق من قبل الإخوان على الصحفيين في اليمن أدى إلى هجرة الإعلاميين، أو إلى صمت إعلامي، أو انتقال إلى العمل خارج اليمن، مما سيزيد من هشاشة المشهد الإعلامي.
وأكدت أن القمع من قبل الإخوان ضد الصحفيين ليس مجرد انتهاك فردي، بل جزء من سياسة منهجية تهدف إلى تكميم الأفواه، وفرض بيئة خوف تضعف من قدرة الصحافة على ممارسة دورها.