ذات صلة

جمع

دعوة ترامب للحوار تُربك طهران: توتر وتريث على طاولة المفاوضات

جاءت ردة فعل طهران على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد...

ميليشيات الحوثي: من العقيدة المسلحة إلى تقويض السلام الإقليمي والدولي

تلعب ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران دورًا محوريًا...

في ظل زيارة ترامب المرتقبة لزيلينسكي.. ما هو مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟

يُتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي...

أكثر من 1600 حالة انتحار في مناطق الحوثيين.. الأسباب الحقيقية والخلفيات النفسية

تزايدت الأزمة الإنسانية والنفسية والاجتماعية في اليمن، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوث، حيث كشف تقرير مؤسسة تمكين المرأة اليمنية بعنوان “بين القهر والخذلان: الانتحار في اليمن”، حيث تم تسجيل أكثر من 1,660 حالة انتحار سنويًا في مناطق سيطرة الحوثيين، بمعدل حوالي 5.2 حالة لكل 100 ألف نسمة.

ما هو الوضع الراهن؟

و كشف التقرير، أن أكثر من 1,660 حالة انتحار سنويًا في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تمثل هذه الحالات 78٪ من إجمالي حالات الانتحار المسجلة في البلاد، ومن هذه الحالات، 22٪ تنسب إلى ابتزاز إلكتروني واجتماعي بين النساء والفتيات، وغياب كبير لخدمات الصحة النفسية و أغلب المراكز والعيادات النفسية مغلقة، والأطباء النفسيون قليلون جدًا (أقل من 60 طبيبًا نفسيًا على مستوى اليمن).

هذه الأرقام تشير إلى أن ظاهرة الانتحار ليست محدودة إلى فئة عمرية معينة أو جندر واحد، بل تنتشر بين الرجال والنساء، لدى الشباب وكبار السن، وتعكس أبعادًا أعمق من مجرد مشاعر فردية لحظة ضعف.

ما هي الأسباب الأساسية؟

يأتي على رأس الأسباب الأساسية، الحرب الحوثية المستمرة منذ سنوات خلّفت خسائر بشرية ومادية ضخمة، وأدت إلى تدمير البنية التحتية، وانقطاع الخدمات الأساسية كالطرق والمياه والكهرباء والرعاية الصحية.

هذا الوضع يولد صدمة نفسية جماعية، كما ان ملايين اليمنيين اضطرُّوا إلى النزوح من مناطقهم؛ مما أدّى لفقدان الاستقرار، التشرد، ظلّ الدمار منازلهم وممتلكاتهم.

هذا النزوح يزيد من شعور الفرد بالعزلة والخوف وفقدان الهوية و انقطاع الرواتب، حيث كثير من المواطنين لا يتلقون رواتبهم بسبب النزاع وتعطيل المؤسسات، هذا الانقطاع المالي يُولّد أزمة اقتصادية حقيقية، يجعل الشخص غير قادر على تأمين أبسط احتياجاته وخوفًا من الفقر المستمر و تدهور فرص العمل وارتفاع البطالة، خصوصًا بين الشباب، كما أن الكثير منهم لا يجدون عملاً ثابتًا، يُعيلون أنفسهم أو أسرهم.
هذا الأمر يزيد من الشعور باليأس، والغلاء وتكاليف المعيشة المرهقة، الاحتياجات الأساسية – الغذاء، الدواء، السكن – أصبحت عبئًا كبيرًا، خصوصًا مع انقطاع المساعدات أو ضعفها، وزيادة الأعباء المالية على المواطن العادي.

ما هو تأثير الظاهرة على المجتمع اليمني؟

وكشف مراقبون، أن تفشي الانتحار يؤثر على القيم المجتمعية والترابط الاجتماعي، حيث يشعر المجتمع بالخسارة النفسية والجماعية كلما انتشرت حالات مماثلة، حيث يضع ضغطًا إضافيًا على الأسر التي تفقد أحد أبنائها، مما يضاعف من الحزن والاضطرابات النفسية داخل الأسرة.

كما أن تأثير طويل الأمد على الأطفال الذين يشاهدون حالات الانتحار من حولهم؛ مما قد يؤدي إلى تقليد أو محاولة انتحار لدى بعضهم، إذا لم يتم التدخّل، وقد تُهاجم الصحة النفسية العامة، بحيث يحدث ما يُعرف “شلل الأمل” أو “الإحباط الجماعي”، حيث يقل الإيمان بوجود حلول أو اتجاهات إيجابية للتغيير.

وأوضح المراقبون، أنه بدون تدخل فوري وشامل، قد تستمر هذه الأرقام في الارتفاع، وربما تتجاوز ما يتم تسجيله رسميًا بكثير.

المجتمع اليمني، خاصة في تلك المناطق، بحاجة إلى دعم نفسي قوي، سياسات إنسانية عادلة، فرص اقتصادية ملموسة، وتحركات رسمية دولية ومحلية توقف هذا النزيف النفسي.