في أعقاب الاتفاق التاريخي الذي أنهى الحرب في غزة، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استثمار الزخم السياسي الراهن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن العالم يقف أمام “فرصة نادرة لصياغة نظام دولي جديد يقوم على الدبلوماسية لا الصراع”.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في برلين، قال ميرز إن “الجهود التي قادت إلى اتفاق غزة أثبتت أن الدبلوماسية الفاعلة يمكن أن تحقق المستحيل”، مضيفاً: “إذا تمكنت واشنطن من إنهاء نزاع الشرق الأوسط الذي امتد لعام كامل، فلا بد أن تكون قادرة على إنهاء النزيف في قلب أوروبا”.
وأشار المستشار الألماني إلى أن استمرار الحرب الأوكرانية يهدد الأمن الأوروبي والعالمي، داعياً ترامب إلى فتح قنوات حوار مباشرة مع موسكو، وإطلاق مبادرة سلام شاملة تضمن وحدة الأراضي الأوكرانية وتحقق الأمن المتبادل.
أجواء احتفالية في الكنيست بعد اتفاق غزة
جاءت تصريحات ميرز بعد ساعات من خطاب الرئيس الأمريكي في الكنيست الإسرائيلي، حيث احتفى النواب الإسرائيليون بما وصفوه بـ”الفجر الجديد في الشرق الأوسط” عقب توقيع اتفاق غزة.
وخلال كلمته، قال ترامب إن “نزع سلاح حماس لن يكون مجرد إجراء أمني، بل خطوة لبناء شرق أوسط خالٍ من الإرهاب”.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “شخصيتي بطبيعتها تميل إلى إيقاف الحروب لا إشعالها، واليوم نحن أمام بداية مرحلة جديدة تنهي عقوداً من العنف”.
والخطاب الذي ألقاه ترامب تخللته إشادات إسرائيلية واسعة، إذ أعلن رئيس الكنيست أمير أوحانا ترشيحه للرئيس الأمريكي لنيل جائزة نوبل للسلام للعام المقبل، قائلاً: “لقد أثبت ترامب أنه رجل سلام حقيقي أعاد كتابة معادلة الصراع في الشرق الأوسط”.
إشادة إسرائيلية واعتراف دولي متزايد
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في كلمته أمام البرلمان إن “عدم فوز ترامب بجائزة نوبل هذا العام هو خطأ فادح من لجنة الجائزة، لكنهم لن يملكوا خياراً العام المقبل سوى منحه إياها”، في إشارة إلى الدور الأمريكي المحوري في التوصل إلى اتفاق غزة.
ويرى مراقبون أن هذا الدعم الإسرائيلي لترامب يعكس رغبة تل أبيب في تعزيز مكانتها داخل منظومة السلام الجديدة التي ترسمها واشنطن في المنطقة، خصوصاً مع اتساع الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب في الشرق الأوسط وعودة الولايات المتحدة لتثبيت نفوذها عبر تسويات شاملة.
دعوة أوروبية لتعميم نهج التسويات
من جانبها، رحبت دوائر أوروبية بخطوة ميرز، معتبرة أن أوروبا تحتاج إلى مبادرة أمريكية جريئة مماثلة لتلك التي قادت إلى إنهاء حرب غزة.
وقالت مصادر دبلوماسية في بروكسل إن المستشار الألماني يسعى لإقناع ترامب بإطلاق مؤتمر دولي للسلام في أوكرانيا، تشارك فيه روسيا وأوكرانيا ودول الناتو تحت مظلة الأمم المتحدة.
ويؤكد مسؤولون أوروبيون أن إنهاء الحرب الأوكرانية من شأنه أن يفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في القارة العجوز، ويمنح الاقتصاد العالمي دفعة جديدة بعد سنوات من الأزمات.