ذات صلة

جمع

ماذا يعني “الخط الأصفر” في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة؟

ظهرت عبارة “الخط الأصفر” في البيانات الإسرائيلية والتحليلات العسكرية،...

كيف فشلت حركة النهضة في تونس في استثمار الأزمات الاقتصادية لتأليب الشارع ضد الحكومة؟

تصاعدت عدة تحديات اقتصادية واجتماعية متلاحقة في تونس خلال...

غزة بعد الحرب.. عودة مؤلمة تحت الركام مع بدء الانسحاب الإسرائيلي

بعد عامين من القتال المستمر، دخل اتفاق وقف إطلاق...

ماذا يعني “الخط الأصفر” في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة؟

ظهرت عبارة “الخط الأصفر” في البيانات الإسرائيلية والتحليلات العسكرية، والتي أثارت جدلاً واسعًا حول معناها ومدى تأثيرها على مسار التهدئة بين الطرفين.

وشهد قطاع غزة في السنوات الأخيرة تصعيدات متكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؛ الأمر الذي دفع المراقبين السياسيين والعسكريين إلى متابعة أي إشارات قد تدل على مرحلة حرجة أو انتقالية في الصراع.

كل ما تريد معرفته حول “الخط الأصفر” في السياسة الإسرائيلية

كشف مراقبون، أن مصطلح الخط الأصفر يُستخدم في السياق العسكري والسياسي الإسرائيلي للدلالة على الحدود التي يُعتبر تجاوزها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.

بمعنى آخر، هو نقطة عدم العودة أو نقطة التحذير القصوى قبل اتخاذ إجراءات عسكرية أو سياسية حاسمة، هذا المصطلح لا يقتصر على المجال العسكري فقط، بل يمتد ليشمل المجال السياسي والدبلوماسي، حيث تُحسب كل خطوة فلسطينية أو إقليمية بالنسبة لإسرائيل وفق معايير الخطوط الصفرية أو الصفرية المحيطة بالخط الأصفر، ما يساعد في تقييم مستويات التصعيد أو التهدئة.

ما هو تاريخ انسحابات إسرائيل السابقة من غزة؟

شهد قطاع غزة انسحابات متعددة منذ عام 2005، أبرزها انسحاب 2005 الذي أُطلق عليه خطة الانسحاب الأحادي، والذي شهد تفكيك المستوطنات الإسرائيلية ونقل السيطرة للأمن الفلسطيني و انسحابات محدودة أثناء الحروب المتقطعة، مثل حرب غزة 2008 و2014، حيث كانت إسرائيل تحدد خطوطها العسكرية وفق الخطوط الحمراء والأصفرية.

و الانسحاب الأخير جاء في إطار التهدئة المؤقتة بعد تصعيد عسكري محدد، وكانت إسرائيل حريصة على عدم تجاوز الخط الأصفر لضمان تحقيق التوازن بين الردع والحفاظ على التهدئة.

هذا الانسحاب تزامن مع ضغوط دولية وإقليمية، بما في ذلك الوساطات المصرية والقطرية والأممية.

يشير المراقبون، أن تجاوز الخط الأصفر قد يعني دخول مرحلة حرجة جدًا من التوتر، ما قد يؤدي إلى تصعيد مفتوح أو حرب قصيرة المدى. بينما يشير الالتزام بالخط الأصفر إلى استمرار التهدئة وإمكانية تمديدها، وهو ما يعكس حساسية إسرائيل تجاه التصعيد الداخلي والدولي.

كما يشكل الخط الأصفر أيضًا معيارًا ضمنيًا لحماية المدنيين، حيث تُراعى المناطق السكنية والمراكز الحيوية ضمن نطاق التهدئة.

تجاوز هذا الخط غالبًا ما يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية و تدمير البنية التحتية الحيوية و تفاقم الأزمات الإنسانية مثل نقص الغذاء والكهرباء والمياه.

ويحذر المراقبون من أن أي تصعيد يتجاوز الخط الأصفر قد يؤثر مباشرة على توريد الوقود والسلع الأساسية؛ مما يفاقم معاناة السكان المدنيين ويزيد من الضغط على الوسط الإقليمي والدولي للتدخل.

يبقى السؤال الأهم، هل سيسمح الالتزام بالخط الأصفر بإطالة فترة التهدئة أم أنه مجرد مؤشر مؤقت على الحسم العسكري أو السياسي؟
يشير الواقع إلى أن استقرار التهدئة يعتمد على التوازن بين الردع والضغط الداخلي والدولي.