ذات صلة

جمع

توتر ميداني في حلب.. اشتباكات عنيفة تعيد شبح الحرب إلى المدينة

عاشت مدينة حلب ليلةً مضطربة، بعدما تجددت الاشتباكات بين...

الحسن المراني.. صانع التحالفات الخفية بين الحوثيين وشبكات الإرهاب

في دهاليز جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيا الحوثي، يبرز...

برلمانية فرنسية تدق ناقوس الخطر.: “تغلغل الإخوان يهدد القيم الأوروبية”

أعادت النائبة الفرنسية مارين مارشال فتح ملفٍ شديد الحساسية...

الأمم المتحدة تخصص 9 ملايين دولار لتأمين الوقود في غزة وسط أزمة إنسانية خانقة

في خطوة إنسانية عاجلة تهدف إلى الحيلولة دون انهيار الخدمات الحيوية في قطاع غزة، أعلن توم فليتشر، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” خصص 9 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، لتأمين إمدادات الوقود وضمان استمرار عمل المرافق الحيوية في القطاع المحاصر.

يأتي التمويل الجديد في ظل التحذيرات المتصاعدة من انقطاع الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي ومخابز الخبز، وهو ما يهدد حياة أكثر من مليوني شخص يعتمدون على هذه الخدمات يوميًا للبقاء على قيد الحياة.

تحديات ميدانية وصعوبات متزايدة

ورغم التراجع النسبي في وتيرة الغارات الجوية خلال الأيام الأخيرة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية ما زالت مستمرة على نحوٍ متقطع، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى.

كما يواجه العاملون في المجال الإنساني صعوباتٍ بالغة في إيصال المساعدات، إذ تم خلال يوم واحد فقط تسهيل ثماني مهماتٍ إنسانية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، بينما تم رفض ست مهماتٍ وإلغاء خمسٍ أخرى لأسبابٍ أمنية أو لوجستية.

هذه العراقيل اليومية جعلت من الوصول إلى المحتاجين مهمةً شديدة التعقيد، خصوصًا في المناطق الشمالية التي باتت شبه معزولة عن الجنوب، مع انقطاع الطرق الرئيسية وتدمير العديد من الجسور والمعابر الداخلية.

جهود الإغاثة بين الخبز والوقود

في ظل هذه التحديات، يواصل برنامج الأغذية العالمي جهوده لتأمين المواد الأساسية، حيث تمكن مؤخرًا من إيصال دقيق القمح إلى عددٍ من المخابز في دير البلح وخان يونس.

وتعمل هذه المخابز لساعاتٍ طويلة قد تصل إلى 22 ساعة يوميًا لإنتاج نحو 100 ألف ربطة خبز تُوزّع على الأسر النازحة والمحتاجة.

كما أعلن “أوتشا” أن الشركاء في المجال الإنساني نجحوا في توزيع 885 ألف وجبةٍ جاهزة عبر 167 مطبخًا مجتمعيًا في مختلف مناطق القطاع. غير أن الوضع في شمال غزة ما زال حرجًا، إذ لا يعمل سوى 12 مطبخًا فقط هناك، في وقتٍ يعاني فيه السكان من نقصٍ حاد في الغذاء والمياه والدواء.

أوضاع مأساوية في الملاجئ

تفاقمت الأوضاع في مواقع النزوح جنوب القطاع، مع الاكتظاظ الكبير داخل الملاجئ والمخيمات. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن بعض العائلات اضطرت إلى نصب خيامها في مناطق مكبّات النفايات مثل مخيم الأمل، حيث تم رصد نحو 70 خيمةً جديدة خلال الأيام الماضية.

الأوضاع الصحية هناك تنذر بكارثة، إذ يتشارك ثلاثة أطفالٍ حضانةً واحدة داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما يرفع مخاطر انتشار الأمراض المعدية وسط نقصٍ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

استعدادات أممية وتحذيرات مستمرة

تواصل الأمم المتحدة التحذير من أن الوضع الإنساني في غزة يسير نحو الانهيار الكامل ما لم يتم ضمان تدفّقٍ مستدامٍ للوقود والمساعدات.

فرق الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها رفعوا عدد نقاط توزيع الغذاء في الجنوب من 96 إلى 118 نقطة خلال الأسبوع الماضي، في محاولةٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين الذين تدفقوا من الشمال بعد تصاعد العمليات العسكرية.

في المقابل، لا يزال آلاف المدنيين يحاولون العودة إلى شمال القطاع رغم إعلان مدينة غزة منطقة قتالٍ خطرة، ما يعرّضهم لمخاطر جسيمة، وتؤكد الأمم المتحدة أنها على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية فور توفر الظروف الأمنية الملائمة.