ذات صلة

جمع

شروط واشنطن الجديدة تضع طهران بين الضغوط الاقتصادية وشبح المواجهة العسكرية

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد...

تهريب تحت المجهر.. طابعات عملة تكشف أبعاد الحرب الاقتصادية للحوثيين

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن عن إحباط محاولة...

ورقة “صواب” البحثية تفضح ازدواجية الإخوان وتدق ناقوس الخطر

في نهاية سبتمبر 2025، نشر مركز "صواب"، المبادرة المشتركة...

أسطول الصمود.. مواجهة بحرية مع إسرائيل تشعل غضباً دولياً

شهدت السواحل الشرقية للبحر المتوسط توتراً متصاعداً بعدما اعترض...

طرابلس تعتمد خطة أمنية جديدة لتثبيت الاستقرار وتقليل الاحتكاكات

أعلنت السلطات الليبية، الأربعاء، عن بدء تنفيذ سلسلة من...

ورقة “صواب” البحثية تفضح ازدواجية الإخوان وتدق ناقوس الخطر

في نهاية سبتمبر 2025، نشر مركز “صواب”، المبادرة المشتركة بين حكومتي الإمارات والولايات المتحدة، ورقة بحثية جديدة سلطت الضوء على جماعة الإخوان المسلمين. الورقة لم تمر مرور الكرام، إذ التقطها الصحفي الإسرائيلي إيتان فيشبيرغر عبر منصة X، وطرح سؤالاً لافتاً: “إذا كانت الولايات المتحدة تدرك خطورة الجماعة، فلماذا لم تصنفها بعد كمنظمة إرهابية؟”.


التساؤل أعاد النقاش حول الجماعة إلى الواجهة الدولية، لاسيما أن التقرير أبرز أن الإخوان يرفضون الهوية الوطنية، ويتمسكون بمشروع الخلافة العالمية، في الوقت الذي يتقنون فيه خطاباً مزدوجاً يخاطب الداخل بلغة “الجهاد والتمكين”، والغرب بلغة “المواطنة والاندماج”.

خطاب مزدوج ونفوذ متنامٍ

بحسب الورقة، فإن جماعة الإخوان بارعة في المراوغة عبر خطاب متغير يتلاءم مع الجمهور المستهدف. ففي العالم العربي، تستند إلى الشعارات الدينية والسياسية المباشرة، بينما في الغرب تقدم نفسها كتيار إصلاحي يدافع عن حقوق المسلمين.

التلاعب اللغوي مكّن الجماعة من بناء شبكات مؤسسية قوية في أوروبا والولايات المتحدة، مستخدمة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية كأدوات للتأثير في السياسات من الداخل، وهو ما يهدد القيم الليبرالية الغربية.

من التراجع الإقليمي إلى التمدد الغربي

منذ سقوط حكمها في مصر عام 2013 وتراجعها في تونس، بدت الجماعة وكأنها فقدت زخمها التاريخي، غير أن هذا التراجع لم يكن سوى بداية لتحول استراتيجي.

الإخوان نقلوا ثقلهم إلى الغرب، حيث أسسوا حضوراً لافتاً في مؤسسات المجتمع المدني، ونجحوا في استغلال الديمقراطيات المفتوحة لتحقيق أهدافهم.

التقارير الأوروبية تشير بوضوح إلى أن هذه المؤسسات، رغم مظهرها المدني، تعمل على تمرير أجندة سياسية ذات أهداف بعيدة المدى، ما يجعلها خطراً مموهاً يصعب رصده.

الإمارات في طليعة المواجهة

بينما اكتفت أغلب الدول الغربية بمراقبة أنشطة الجماعة أو التعامل معها تكتيكياً، اتخذت الإمارات مساراً مختلفاً، ومن خلال مركز صواب، سعت أبوظبي إلى كشف البنية الفكرية والتنظيمية للجماعة، وتفكيك خطابها المزدوج.

هذا الجهد يضع الإمارات في موقع الصدارة كمرجع عالمي في فهم طبيعة الإخوان، ويعزز مكانتها كشريك أساسي في مواجهة التهديدات الفكرية التي تمثلها الجماعة.

ثغرات غربية وصمت مقلق

ورغم وفرة الأدلة، لا يزال الغرب متردداً في تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، ويعزو مراقبون ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية: الاعتقاد الخاطئ بأن الإخوان يشكلون بديلاً معتدلاً للجماعات الجهادية المسلحة، النفوذ الذي بنته الجماعة داخل المؤسسات المدنية والسياسية، والخوف من اتهامات الإسلاموفوبيا.

غير أن هذا التردد يفتح الباب أمام الجماعة لمزيد من التغلغل، ما يحولها إلى تهديد داخلي متصاعد داخل الديمقراطيات الغربية نفسها.

خطر على الشباب والاستقرار

أحد أبرز ما ركزت عليه ورقة “صواب” هو استهداف الإخوان للشباب. فمن خلال خطاب ديني سياسي مصمم بعناية، تعمل الجماعة على تعزيز مشاعر الاغتراب لدى الأجيال الجديدة في الغرب، ما يجعلهم أكثر عرضة للتجنيد أو الانزلاق نحو التطرف.

كما أن أنشطة الجماعة تعيق جهود السلام والاستقرار، إذ تستثمر في الأزمات وتغذي الانقسامات داخل المجتمعات.

نحو قرار دولي حاسم

ختام الورقة كان بمثابة دعوة واضحة: يجب تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات ومكافحة التطرف، مع التركيز على تحصين الشباب بالوعي والتعليم.

الخطر، كما يشير التقرير، لم يعد محصوراً في الشرق الأوسط، بل بات يهدد الديمقراطيات الغربية من الداخل، ما يجعل مواجهة الجماعة مسؤولية جماعية لا تحتمل المزيد من التأجيل.