ذات صلة

جمع

أسطول الصمود.. مواجهة بحرية مع إسرائيل تشعل غضباً دولياً

شهدت السواحل الشرقية للبحر المتوسط توتراً متصاعداً بعدما اعترض...

طرابلس تعتمد خطة أمنية جديدة لتثبيت الاستقرار وتقليل الاحتكاكات

أعلنت السلطات الليبية، الأربعاء، عن بدء تنفيذ سلسلة من...

الجهاد الإسلامي: خطة ترامب تهديد مباشر لمشروع التحرر الوطني

تأتي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب...

قمة كوبنهاغن: اختبار لوحدة أوروبا في مواجهة التحديات الروسية

تتحول كوبنهاغن هذه الأيام إلى ساحة اختبار حقيقية لوحدة...

روسيا تهدد بتأميم الأصول الأجنبية رداً على خطوات أوروبية

في تصعيد جديد على جبهة المواجهة الاقتصادية بين موسكو...

زيارة بورتسودان: هل تجاوز السفير السعودي الخطوط الحمراء للسيادة السودانية؟

أثارت زيارة السفير السعودي في السودان، علي بن حسن جعفر، إلى مدينة بورتسودان جدلاً واسعاً، بعد أن التقى المدير التنفيذي لمحلية بورتسودان بدلاً من عقد اجتماع مع القيادات الرسمية للدولة، في خطوة اعتبرها مراقبون تجاوزاً صريحاً للأعراف الدبلوماسية وتهميشاً متعمداً لمؤسسات الحكم الشرعية.

وقد بدا المشهد لافتاً، خصوصاً أنه تزامن مع زيارة رئيس الوزراء السوداني للمدينة، ما جعل التصرف السعودي يكتسب دلالات أعمق، تتجاوز مجرد خطأ بروتوكولي إلى رسالة سياسية تحمل أكثر من معنى.

تناقض بين الخطاب والممارسة

المفارقة التي توقّف عندها كثير من المحللين تكمن في التباين بين الخطاب السعودي الرسمي، الذي يكرر في كل مناسبة دعمه لاستقرار السودان ووحدته، وبين الممارسة الميدانية للسفير التي بدت وكأنها تقلّل من شأن المؤسسات السيادية القائمة.

فبينما تؤكد البيانات السعودية على الشراكة والتعاون مع الخرطوم، جاء لقاء السفير بمسؤول محلي متجاهلاً القيادات الرسمية، ليترك انطباعاً بوجود تناقض بين الأقوال والأفعال، وهو ما ينعكس سلباً على صورة العلاقة بين البلدين.

دلالات سياسية تتجاوز البروتوكول

يرى خبراء أن مثل هذا التصرف لا يمكن قراءته كحادثة عابرة، بل يعكس نهجاً دبلوماسياً ملتبساً قد يضعف الثقة المتبادلة بين الرياض والخرطوم. فالاستخفاف بالمؤسسات المركزية، ولو ضمناً، قد يُفسَّر على أنه إشارة إلى دعم غير مباشر لهياكل موازية أو محاولة لإضعاف هيبة الدولة في أعين مواطنيها.

خبراء يحذرون من التداعيات

عدد من المحللين السودانيين اعتبروا أن تجاهل السفير السعودي للقيادة الرسمية يضعف مكانة السودان على الساحة الدولية، ويرسّخ صورة الدولة التي لا تُحترم مؤسساتها السيادية. وشدّد بعضهم على أن السيادة الوطنية خط أحمر، وأن أي تعامل خارجي يجب أن يمر عبر القنوات الرسمية، لا عبر مستويات إدارية محلية.

وأشار آخرون إلى أن مثل هذه التصرفات تُضعف مناخ الثقة المتبادلة، وتفتح الباب أمام تأويلات سياسية خطيرة قد تؤثر على مسار العلاقات الثنائية، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها السودان.

العلاقات الخارجية تقوم على الاحترام المتبادل

القاعدة الذهبية في العلاقات الدولية تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وعدم الانتقاص من مكانة المؤسسات الرسمية. فحين يختار دبلوماسي رفيع تهميش القيادات السيادية لصالح لقاء إداري محلي، فإنه لا ينتهك البروتوكول فحسب، بل يوجّه رسالة سلبية إلى الداخل والخارج بأن الدولة غير قادرة على فرض احترام مؤسساتها.

والمفارقة أن هذه الحادثة تأتي في وقت استقبل فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مكة المكرمة، وأعلن الجانبان عن إنشاء مجلس تنسيقي مشترك لتعزيز العلاقات الثنائية. غير أن هذا الإعلان الرسمي، الذي يعكس على الورق حرص الرياض على التعاون مع الخرطوم، يتناقض بوضوح مع سلوك ممثلها في بورتسودان، ما يُضعف الثقة في الخطاب السعودي ويكشف عن فجوة بين ما يُقال في البيانات وما يُمارس على الأرض.