ذات صلة

جمع

حلم ترامب ونوبل للسلام.. من يحدد الفائز وكيف تُمنح الجائزة؟

تترقب الأوساط العالمية إعلان جائزة نوبل للسلام لعام 2025...

كينيا تواجه التطرف بحزم.. حظر الإخوان خطوة لحماية إفريقيا

لم يكن إعلان الحكومة الكينية إدراج جماعة "الإخوان" وحزب...

أنقرة في مرمى النقد.. كواليس التدخل التركي في السودان

وسط الانهيار المؤسسي والصراع الداخلي الذي يعيشه السودان، يظهر...

توتر في العراق بعد تداول معلومات عن استهداف الصدر

شهدت العاصمة العراقية بغداد وعددًا من المحافظات الأخرى، بينها...

الكرملين يكشف غياب مؤشرات لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا

في خضم الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، أعلن...

كينيا تواجه التطرف بحزم.. حظر الإخوان خطوة لحماية إفريقيا

لم يكن إعلان الحكومة الكينية إدراج جماعة “الإخوان” وحزب “التحرير الإسلامي” على قوائم الكيانات الإرهابية قرارًا عابرًا، بل محطة فاصلة في معركة شرق إفريقيا ضد التطرف.

الخطوة التي دخلت حيّز التنفيذ رسميًا بعد توقيع وزير الداخلية كيبتشومبا موركومين، مثّلت استجابة مباشرة لمخاطر متنامية، واعترافًا بأن الجماعات ذات الأيديولوجيات العابرة للحدود باتت تهديدًا مباشرًا للسلم الداخلي والإقليمي.

صلاحيات مشددة لمحاصرة الإرهاب

القرار الجديد، بموجب “أمر منع الإرهاب لعام 2025″، لا يقتصر على التصنيف الشكلي، بل يتيح للسلطات الكينية أدوات عملية للتصدي للجماعات المحظورة.

فقد حُظر الانضمام إلى التنظيمين أو دعم أنشطتهما بأي شكل، مع منح أجهزة الأمن الحق في تجميد الأصول المالية، وتفكيك الشبكات اللوجستية، وملاحقة أي شخص يثبت ارتباطه بهما.

كما يتيح القانون التحقيق مع المشتبه بهم وتمديد احتجازهم بإشراف قضائي، بما يشكّل رادعًا قانونيًا يضيّق الخناق على أي نشاط متطرف.

انضمام إلى جبهة دولية ضد الإخوان

بهذا القرار، تضع كينيا نفسها في صف الدول التي سبقتها إلى تصنيف الإخوان ككيان إرهابي، مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا، وهو اصطفاف إقليمي ودولي يعكس قناعة متزايدة بخطورة التنظيم، ليس فقط كحركة سياسية، بل كبنية أيديولوجية وفكرية غذّت جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش وحركة الشباب الصومالية.

وحاليًا كانت الرسالة واضحة للجماعة بأن الإخوان لم يعودوا يُنظر إليهم كتنظيم سياسي، بل كمنظومة تشكّل تهديدًا وجوديًا للأمن والاستقرار.

أبعاد داخلية ورسائل إقليمية

يمثّل القرار أيضًا ردًا مباشرًا على التحديات الأمنية التي تواجهها كينيا، خصوصًا من حركة الشباب الصومالية، التي شنّت هجمات دامية في مقاطعات حدودية مثل غاريسا ولامو ومانديرا.

والحكومة الكينية ربطت بين الفكر الإخواني وبين الأنابيب الأيديولوجية التي تغذّي العنف والتجنيد السري، معتبرة أن حظر التنظيمات الفكرية جزء أساسي من معركة تجفيف منابع الإرهاب.

وفي الوقت ذاته، يحمل القرار رسالة إلى الدول الإفريقية المجاورة: مواجهة الخطر قبل أن يتمدد في عمق المجتمعات.

الإخوان.. أيديولوجيا تهدد استقرار القارة

الإخوان لم يتوقفوا عند حدود بلد بعينه، بل سعوا دومًا إلى التمدد داخل ساحات بديلة، مستغلّين الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية.

وما حدث في مصر من محاولات لتقسيم المجتمع وزرع الفوضى هو النموذج الذي تخشى كينيا تكراره في محيطها الداخلي.
قرار نيروبي هو إذًا خطوة استباقية لقطع الطريق أمام مشروع عابر للحدود لا يؤمن بالسيادة الوطنية، ويستغل الدين غطاءً لفرض نفوذه.