ذات صلة

جمع

أنقرة في مرمى النقد.. كواليس التدخل التركي في السودان

وسط الانهيار المؤسسي والصراع الداخلي الذي يعيشه السودان، يظهر...

توتر في العراق بعد تداول معلومات عن استهداف الصدر

شهدت العاصمة العراقية بغداد وعددًا من المحافظات الأخرى، بينها...

الكرملين يكشف غياب مؤشرات لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا

في خضم الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، أعلن...

العقوبات الأممية تعود ضد إيران: ما أبرز بنودها؟

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، قررت الترويكا الأوروبية...

سجال المناصب السيادية يجمع مجلسي النواب والدولة في ليبيا

وسط الانقسام الحاد الذي تشهده البلاد منذ سنوات، والمناصب...

توتر في العراق بعد تداول معلومات عن استهداف الصدر

شهدت العاصمة العراقية بغداد وعددًا من المحافظات الأخرى، بينها البصرة وميسان وذي قار وكربلاء والنجف، حالة من الترقب بعد انتشار مكثف لعناصر سرايا السلام التابعة للتيار الصدري.

وجاء هذا التحرك الميداني المفاجئ إثر تداول تقارير على منصات التواصل الاجتماعي تحدثت عن مخطط مزعوم لاستهداف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باستخدام طائرة مسيّرة خلال زيارته لمرقد والده في النجف.

الانتشار، الذي لم يقابله أي رد فعل أمني رسمي في اللحظات الأولى، عكس حالة من الاستنفار داخل التيار الصدري خشية تنفيذ هذا المخطط، فيما ظل الموقف الحكومي والأمني غامضًا، حيث لم تصدر بيانات رسمية تؤكد أو تنفي تلك الأنباء.

ارتباك سياسي في ظل أجواء انتخابية

توقيت هذه المعلومات أثار جدلًا واسعًا في الشارع العراقي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل.

والمشهد السياسي العراقي يعيش منذ سنوات توترات مستمرة بين القوى الشيعية، وعلى رأسها التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، وهو ما جعل كثيرين يرون أن هذه التسريبات قد تعكس محاولة لإرباك الساحة الداخلية وإدخالها في موجة جديدة من التصعيد.

هذا الارتباك السياسي انعكس بشكل واضح على الخطاب العام، حيث باتت المخاوف تتزايد من أن يؤدي تضارب المعلومات حول استهداف الصدر إلى خلق حالة من الفوضى، خصوصًا أن زعيم التيار يعد شخصية محورية لها ثقل شعبي واسع، وقدرته على تحريك الشارع معروفة منذ سنوات.

مخاطر على السلم الأهلي

التقارير المتداولة عن محاولة استهداف الصدر لم تعد مجرد إشاعات عابرة، بل تحولت سريعًا إلى عامل ضغط على الوضع الأمني والاجتماعي في البلاد.

العراق ما زال يواجه تحديات أمنية كبيرة بعد سنوات من الصراع مع تنظيمات مسلحة وأزمات سياسية متكررة، ما يجعل أي حديث عن اغتيالات أو مؤامرات سببًا كافيًا لزيادة التوترات الميدانية.

وتبرز المخاوف من أن يؤدي أي استغلال لهذه الشائعات إلى تصعيد مسلح، خصوصًا أن التيار الصدري يملك قوة عسكرية منظمة قادرة على الانتشار والتأثير في المشهد الداخلي.

كما أن هشاشة الوضع الأمني في العديد من المحافظات تجعل من احتمالية الانزلاق إلى مواجهات مسلحة أمرًا قائمًا في أي لحظة.

انعكاسات محتملة على مستقبل الانتخابات

يأتي هذا الجدل في وقت يتخذ فيه مقتدى الصدر موقفًا واضحًا من الانتخابات المقبلة، إذ أعلن مقاطعتها، ما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى المعادلة السياسية العراقية.

غياب التيار الصدري عن الاستحقاق الانتخابي يُفقد العملية جزءًا مهمًا من التوازن، ويجعل أي تطورات أمنية مرتبطة به ذات تأثير مباشر على ثقة المواطنين بالعملية الديمقراطية.

تأجيل أو تعكير أجواء الانتخابات بسبب هذه التوترات سيُدخل العراق في مأزق جديد، إذ قد يدفع أطرافًا أخرى إلى استغلال الموقف لإعادة ترتيب موازين القوى على حساب الاستقرار الداخلي.

حتى اللحظة، يبقى الغموض سيد الموقف، فلا تأكيدات رسمية على صحة التقارير المتداولة ولا مؤشرات على تراجع التيار الصدري عن حالة الاستنفار، وفي ظل غياب موقف حكومي واضح، يبقى الشارع العراقي عرضةً لمزيد من القلق والترقب.