وسط أجواء الحرب المستمرة في قطاع غزة، يظل الأطفال هم الضحية الأكبر، حيث يعيشون بين القصف ونقص الغذاء والدواء وفقدان الأهل، والصور التي تخرج من القطاع تعكس مأساة جيل كامل يكافح من أجل البقاء، فيما يظل صوته محاصرًا خلف جدران الدمار، المأساة لم تعد مجرد أرقام في تقارير دولية، بل وجوه صغيرة فقدت براءتها في زمن قصير.
نداء عالمي لوقف الرعب
في فعالية أممية حملت عنوان “نداء من أجل الأطفال الفلسطينيين”، تصدر المشهد مطلب واحد، وقف الرعب الحالي نتاج حرب غزة، والمجتمع الدولي بات يدرك أن الاستمرار في تجاهل معاناة الأطفال الفلسطينيين لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
الفعالية لم تكن مجرد تجمع دبلوماسي، بل منصة لتسليط الضوء على الحاجة الماسة لوقف فوري لإطلاق النار وتأمين حياة المدنيين، خاصة الصغار الذين سُلبت منهم طفولتهم.
صور تختزل الكارثة
من بين الصور التي رافقت النداء، برزت صورة لطفلة صغيرة كانت تبلغ من العمر سبع سنوات في بداية الحرب، التقطت لها عدسات المصورين صورة وهي تحتمي بين أنقاض منزلها، ثم غابت أخبارها.
تلك الصورة تحولت إلى رمز لآلاف الأطفال الذين يعيشون في دائرة المجهول، لا يعرف إن كانوا على قيد الحياة أو ضحايا جدد للعنف المستمر.
الضفة الغربية جزء من المعاناة
ورغم أن غزة تتصدر المشهد، فإن الضفة الغربية أيضًا تعيش وضعًا متأزمًا، هناك آلاف الأطفال النازحين نتيجة الأوامر العسكرية وبناء المستوطنات، فيما تتصاعد معدلات القتل والإصابات بينهم.
مشهد الذهاب إلى المدرسة أو اللعب بأمان لم يعد جزءًا من حياة معظم أطفال الضفة، إذ يعيشون تحت وطأة الخوف المستمر وفقدان الحقوق الأساسية.
جراح مفتوحة وحاضر قاتم
قصص الأطفال في غزة والضفة الغربية تتشابه في ملامحها القاسية، فقدان أشقاء، إصابات جسدية دائمة، ونزوح متكرر.
كل هذه الأحداث تترك ندوبًا عميقة لا تزول بمرور الوقت. ومع تواصل العمليات العسكرية، يزداد عدد الأطفال الذين يفقدون حياتهم يوميًا، ما يجعل أي حديث عن مستقبلهم مشوبًا بالقلق والضبابية.
الجهود الإنسانية المستمرة
بينما على الأرض، تواصل المنظمات الإنسانية جهودها رغم التحديات، توفير الغذاء والعلاج النفسي واللقاحات أصبح مهمة شبه مستحيلة في ظل القيود المفروضة.
ومع ذلك، ما تزال هناك محاولات لتقديم الدعم الأساسي للأطفال، سواء عبر العيادات الميدانية أو إصلاح شبكات المياه أو توفير مواد تغذوية عاجلة، هذه الجهود تعكس حجم التحدي، لكنها تظل غير كافية أمام حجم الكارثة.
النداء الأممي الأخير ليس مجرد بيان، بل صرخة لوقف مسلسل الموت اليومي. الرسالة واضحة، حياة الأطفال يجب أن تكون أولوية، وحقوقهم لا يمكن أن تعلق على طاولة الصراعات السياسية.