تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاحتضان قمة عربية إسلامية استثنائية، وصفتها الصحف القطرية بأنها “قمة المصير” التي تعكس لحظة تاريخية فارقة في مسار العمل العربي المشترك.
القمة التي جاءت على وقع العدوان الإسرائيلي الأخير، تمثل وفق المراقبين اختبارًا حقيقيًا لوحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة ما اعتبرته الصحافة القطرية “غطرسة الاحتلال” و”العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني”.
“الوطن”: استفتاء أممي على دور قطر
صحيفة الوطن القطرية ركزت على البعد الدولي للقمة، مشيرة أن العالم كله يترقب ما سيصدر عنها، ليس فقط بوصفها منصة لإدانة إسرائيل، بل باعتبارها تأكيدًا جديدًا على الدور القطري في الوساطة وحل النزاعات.
الصحيفة ربطت بين القمة وجلسة مجلس الأمن الأخيرة، التي شهدت إشادة دولية غير مسبوقة بالدور الذي تلعبه قطر في حفظ الأمن والسلم الدوليين، معتبرة أن انعقاد القمة في الدوحة جاء بمثابة “استفتاء أممي” على مكانة الدبلوماسية القطرية.
“الراية”: القمة قبل أن تجف دماء الشهداء
أما صحيفة الراية فقد أبرزت البعد الإنساني والسياسي، مؤكدة أن القمة جاءت “قبل أن تجف دماء الشهداء الفلسطينيين” جراء العدوان الأخير، لتؤكد أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة الأولويات العربية والإسلامية.
الصحيفة شددت على أن الاجتماع الطارئ يهدف إلى مواجهة ما وصفته بـ”حرب الإبادة الجماعية” والحصار الذي يعيشه قطاع غزة، مؤكدة أن وحدة الصف العربي والإسلامي في هذه اللحظة تمثل رسالة قوية للعالم بأن الصمت لم يعد خيارًا.
“العرب”: من الإدانة إلى الفعل
في افتتاحيتها، رأت صحيفة العرب أن أهمية القمة تكمن في قدرتها على الانتقال من مجرد الإدانة إلى اتخاذ خطوات عملية.
وأشارت، أن الاجتماع الوزاري التحضيري حمل رسالة تضامن كامل مع قطر في مواجهة ما وصفته بـ”العدوان الغاشم والجبان” الذي استهدفها.
الصحيفة كذلك لفتت إلى أن القمة فرصة لإعادة رسم أولويات المرحلة المقبلة، وتحويل الدعم العربي والإسلامي إلى فعل ملموس يضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
“الشرق”: قطر وتجربة راسخة في استضافة القمم
من جانبها، أكدت صحيفة الشرق، أن استضافة قطر لهذه القمة ليست بالأمر الجديد، فالتاريخ الحديث للدولة يشهد تنظيمها لعدد كبير من القمم التي عكست مكانتها الإقليمية والدولية.
الصحيفة أوضحت، أن انعقاد القمة في الدوحة يعزز مكانة قطر كعاصمة دبلوماسية فاعلة قادرة على جمع الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة التحديات، مشيرة أن القمة الحالية تمثل محطة لتوحيد العرب والمسلمين ضد السياسات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
لحظة فارقة في تاريخ العمل العربي
ما بين الإشادة بالدور القطري، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، تتفق الصحف القطرية على أن “قمة المصير” ليست مجرد اجتماع سياسي عابر، بل لحظة فارقة تحمل أبعادًا تاريخية في ظل التحولات الجارية بالمنطقة.
الدوحة، وفق توصيفها في الصحف، باتت منبرًا لتوحيد المواقف وتأكيد أن العدوان الإسرائيلي لن يمر دون رد عربي وإسلامي جماعي.
