تضع إسرائيل شرطين رئيسيين لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وهما إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، وتخلي الحركة عن سلاحها بشكل كامل.
وهو ما أكده وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذى اشترط أن أي تسوية لا يمكن أن تتم دون هذين البندين، معتبرًا أن التوجهات الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية لن تُقرب فرص السلام، بل تزيد من تعقيد المشهد السياسي.
رفض الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين
وقد هاجم ساعر المساعي الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين بشكل أحادي، واصفًا إياها بـ”الخطأ الفادح”.
وأشار ساعر، أن مثل هذه الخطوات تضعف فرص التوصل إلى تسوية حقيقية قائمة على التفاهم المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما حذر من تنامي ما وصفه بـ”معاداة السامية” في القارة الأوروبية، لافتًا أن ازدواجية المعايير تجاه إسرائيل باتت واضحة في الخطاب الغربي.
حراك دبلوماسي أمريكي
بالتوازي مع التصريحات الإسرائيلية، تكثف الولايات المتحدة اتصالاتها غير المباشرة مع حركة حماس، في محاولة لتسويق مبادئ اتفاق شامل ينهي الحرب.
والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقود هذا الجهد عبر قنوات إقليمية، مستفيدًا من أدوار مصر وقطر في الوساطة.
وتستند المبادئ إلى وقف فوري للقتال، والإفراج عن جميع الرهائن، والبحث في ترتيبات حكم بديلة لحماس داخل القطاع.
وفد حماس في القاهرة
وفي هذا الإطار، أنهى وفد من حركة حماس برئاسة زاهر جبارين زيارة إلى القاهرة، التقى خلالها فصائل فلسطينية وشخصيات عامة، في خطوة تهدف لتعزيز التشاور ورسم “خارطة طريق وطنية” لما بعد الحرب.
وأكدت الحركة، أن وحدة الموقف الفلسطيني هي الضمانة الأساسية لإنهاء الحرب ومواجهة الضغوط الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية والقدس.
مبادئ الاتفاق المقترح
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة نقلت إلى حماس مبادئ اتفاق ما يزال في إطار النقاش الأولي، عبر شخصية إسرائيلية لعبت سابقًا دور الوسيط مع الحركة، وهو غرشون باسكين.
وتشمل المبادئ وقف العمليات العسكرية، إطلاق سراح جميع الرهائن، وتدشين مسار سياسي لترتيب أوضاع الحكم في القطاع، بما يضمن تهميش دور حماس في المرحلة المقبلة.
موقف نتنياهو وتوجهات التفاوض
المصادر المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضحت أن إسرائيل مستعدة لوقف عملياتها العسكرية في مدينة غزة إذا طُرحت صفقة “حقيقية” تلبي شروطها.
ومن المقرر أن يتوجه رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس طاقم التفاوض الإسرائيلي، إلى واشنطن لإجراء مشاورات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لتقريب المواقف قبل طرح صيغة رسمية.
تأتي هذه التطورات وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لوقف الحرب التي أوقعت آلاف الضحايا في غزة، إلى جانب اتساع نطاق المواجهات في الضفة الغربية والقدس.
غير أن تل أبيب تواصل التمسك بمبدأ “القوة العسكرية أولاً”، معتبرة أن أي تسوية يجب أن تضمن تفكيك البنية العسكرية لحماس بشكل كامل.
رغم التحركات المتسارعة، ما تزال فرص التوصل إلى اتفاق نهائي غير واضحة. فحماس تصر على وقف الحرب قبل أي حديث عن صفقات، بينما تربط إسرائيل الهدنة بشروط صعبة التنفيذ.