لحظة فارقة تعيشها القضية الفلسطينية مع تأرجح بين احتمالات التهدئة ومخاطر التصعيد، في ظل ضغوط أمريكية على حركة حماس للإفراج عن الرهائن، مقابل استمرار إسرائيل في توسيع مشاريعها الاستيطانية بالضفة الغربية.
المشهد الحالي مع بدء الصراع منذ السابع من أكتوبر الماضي بات مزدوجًا يعكس صراع الإرادات بين الطرفين، ويترك الفلسطينيين أمام واقع يستهلك الدماء والوقت والفرص السياسية.
استراتيجيات متناقضة
وبينما تسعى واشنطن إلى إعادة صياغة مسار التسوية عبر ضغوط سياسية، تُواصل إسرائيل ترسيخ وجودها الاستيطاني بأرقام متسارعة، حولت الضفة الغربية إلى واقع يصعب تجاوزه.
والمخطط الاستيطاني في منطقة الأغوار وربط المستوطنات بشبكات طرق جديدة، يعكس رؤية إسرائيلية بعيدة المدى تهدف إلى تجزئة الأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة متصلة جغرافيًا.
لعبة الوقت والمراوغة
وما يزيد الموقف تعقيدًا هو رهان كل من حماس وتل أبيب على عنصر الوقت، حيث إن إسرائيل تبقي الحركة في غزة كذريعة للتنصل من مسؤولية إدارة القطاع، بينما تراهن حماس على البقاء في الحكم رغم إدراكها صعوبة ذلك.
اللعبة بين الطرفان القائمة على المراوغة والتأجيل تعمق من معاناة الفلسطينيين، وتؤدي إلى استمرار القصف والتدمير وتحويل القطاع إلى “أرض محترقة” تمهيدًا لفرض وقائع جديدة.
أبعاد عربية وإقليمية
والموقف العربي ظل حاضرًا في قلب المشهد، حيث أكدت دول عربية عدة رفضها القاطع لأي محاولات لفرض ضم أو تغيير في هوية الأراضي الفلسطينية.
المواقف ساهمت في الحد من اندفاع إسرائيل نحو خطوات أحادية الجانب، وأظهرت أن أي التفاف على القضية الفلسطينية لن يجد غطاءً إقليميًا.
كما أن وحدة الرؤية العربية تجاه دعم الشرعية الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير تمثل ورقة قوة جديدة، خصوصًا مع الحديث عن خطط لإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار.
الدعم الأمريكي ومفارقات السياسة
رغم الضغوط المعلنة من واشنطن على حماس، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل ظل حاضرًا سياسيًا وماليًا ودبلوماسيًا، وهو ما شجع تل أبيب على المضي في مشاريعها التوسعية.
التناقض بين الضغط على حماس وتوفير الغطاء للاستيطان يعكس ازدواجية الموقف الأمريكي، التي كثيرًا ما شكلت عائقًا أمام أي تسوية عادلة للصراع.
مستقبل غامض وصراع مفتوح
الواقع الحالي يكشف أن الصراع بين حماس وتل أبيب لم يعد محصورًا في غزة، بل يمتد إلى الضفة والقدس، مع محاولات إسرائيلية لتغيير المعادلة الديمغرافية والجغرافية.
التوجه إذا ترافق مع محاولات لتهجير الفلسطينيين نحو الخارج، قد يُشكل تهديدًا استراتيجيًا يتجاوز حدود فلسطين ليطال أمن المنطقة برُمتها.