ذات صلة

جمع

قديروف يلوح برد مدوي.. غروزني تفتح جبهة جديدة مع كييف

تصاعد التوتر بين الشيشان وأوكرانيا بعد الهجوم الذي استهدف...

ترامب يعيد رسم خريطة التحالفات.. خطة أمن قومي تكشف توترًا عميقًا مع أوروبا

في خطوة بدت متعمدة في توقيتها وصياغتها، أصدر البيت...

لندن على وشك الحسم.. خطوة بريطانية نحو إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية

تعيش الساحة السياسية البريطانية حالة استنفار غير مسبوقة مع...

بصيص أمل في زمن الجفاف.. كيف تعيد تونس توزيع ثروتها المائية؟

تشهد تونس تحديات متزايدة في إدارة مواردها المائية، وسط...

من الميدان إلى الوثائق.. جدل حول تقييم حرب غزة داخل إسرائيل

وسط تعقيدات المشهد العسكري والسياسي المحيط بالحرب الدائرة في غزة، يبدو أن مسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يزداد غموضا.

فالتصريحات المتناقضة والتسريبات المتلاحقة تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: إلى أين يتجه نتنياهو؟ وهل يملك فعلاً خطة واضحة، أم أن الضغوط المتصاعدة باتت تدفعه نحو خيارات محفوفة بالمخاطر؟

بين الرسائل الأميركية والضغوط الداخلية

ووفقًا لوسائل إعلام محلية، قال نتنياهو: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حثّه على تجاهل أي حلول جزئية والمضي في حسم الحرب، يعكس تقاطعًا بين الدعم الخارجي والرهانات الداخلية. 

غير أن هذا الدعم لا يُخفي التباين داخل المؤسسة الإسرائيلية نفسها، حيث ترتفع أصوات عسكرية وأمنية تشكك في جدوى الاستمرار بالنهج الحالي، خاصة في ظل الفشل المتكرر في تحقيق اختراق حاسم داخل مدينة غزة.

مسؤولية معلّقة على الجيش

في خطاباته الأخيرة، حمّل نتنياهو الجيش الإسرائيلي مسؤولية أي تعثر ميداني. هذا الموقف يُظهر رغبته في إبعاد نفسه عن أي إخفاق محتمل، لكنه في الوقت ذاته يضع المؤسسة العسكرية في مواجهة مباشرة مع الشارع الإسرائيلي، الذي بات يراقب الخسائر البشرية والمادية المتصاعدة دون نتائج ملموسة على الأرض. 

ومع استمرار الاستنزاف، يزداد التوتر بين القيادة السياسية والعسكرية، في مشهد يعكس هشاشة التوازن الداخلي.

مأزق غزة

كما أن السيطرة على غزة تحوّلت إلى عقدة رئيسية في مسار الحرب. ورغم تفوق إسرائيل العسكري، فإن المقاومة ما زالت قادرة على المناورة وإحداث خسائر متواصلة.

و هذا الاستعصاء الميداني جعل من غزة اختبارًا قاسيًا لخطط نتنياهو، حيث لم ينجح في تقديم تصور يضمن إنهاء الحرب دون تكاليف هائلة أو تداعيات إقليمية واسعة.

صراع البقاء السياسي

إلى جانب التحديات العسكرية، يواجه نتنياهو معركة بقاء سياسي، فخصومه يتهمونه بتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة، ومحاولة توظيف الحرب كدرع واقٍ من أزماته الداخلية والقضايا القضائية التي تلاحقه. 

وبينما يحاول تصدير صورة الزعيم الصلب، تتآكل الثقة الشعبية بقدرة حكومته على إدارة الأزمة، خاصة مع تصاعد الغضب في الشارع الإسرائيلي جراء استمرار إطلاق الصواريخ وتزايد أعداد القتلى.

سيناريوهات مفتوحة

وفي غضون ذلك، يرى خبراء أن الخيارات أمام نتنياهو محدودة، وان الاستمرار في الحرب يعني مزيدًا من الاستنزاف العسكري والسياسي، بينما القبول بوقف إطلاق نار ولو مؤقت قد يُعتبر هزيمة شخصية له ولحكومته. 

أما محاولة المراوغة بين المسارين، فقد لا تزيد إلا من حالة الغموض والارتباك.

مسار إلى المجهول

وافادت مصادر مطلعة، أن الاستهداف المتواصل لغزة والإنهاك الداخلي الذي يواجهه الجيش والمجتمع، يجد نتنياهو نفسه في مسار ضبابي لا يخلو من المخاطر. فهو مطالب بإقناع الداخل بجدوى الحرب، والحفاظ على دعم الحلفاء في الخارج، وإيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه دون أن يُظهره بمظهر الضعف.

ومع استمرار التناقض بين الشعارات والنتائج، يبقى مستقبل نتنياهو السياسي والعسكري مفتوحًا على كل الاحتمالات، من الاستمرار في الحكم بدعم ظرفي إلى مواجهة سقوط مدوٍ إذا تحولت الخسائر إلى انفجار داخلي لا يمكن السيطرة عليه.