ذات صلة

جمع

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطورًا جديدًا مع مداهمة مكتب...

مداهمة بولتون.. تبعات قانونية وسياسية لمؤسسة ترامب

شهدت الساحة السياسية الأمريكية تطوراً جديداً مع مداهمة مكتب...

أوروبا تحت الاختبار.. هل تنجح في كبح إيران؟

تشهد الساحة الدولية، اليوم الجمعة، تطورًا جديدًا في ملف...

كردستان العراق.. مداهمة تنتهي بقتلى وجرحى.. القصة الكاملة

خلال الساعات القليلية الماضية، انطلقت عملية أمنية واسعة في...

إسرائيل تلوّح برد قاسٍ إذا تمسكت حماس بسلاحها

في تطور جديد يعكس إصرار إسرائيل على المضي قدمًا...

ملامح ما بعد الحرب.. كيف تتشكل معادلة إيران وأمريكا؟

لم تكن المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة مجرد جولة عابرة من التصعيد، بل محطة مفصلية أعادت رسم حدود القوة وأظهرت هشاشة سياسة “الضغط الأقصى” التي تبنتها واشنطن.

ومع انقشاع دخان الحرب، تجد الإدارة الأمريكية نفسها أمام أربعة مسارات رئيسية، ستحدد شكل العلاقة مع طهران ومستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط.

التصعيد بلا نهاية

السيناريو الأول هو استمرار النهج التقليدي: عقوبات متصاعدة، عمليات سرية، وضربات محدودة تقابلها خطوات إيرانية في تطوير قدراتها النووية والصاروخية دون بلوغ العتبة النووية.

هذا المسار يمنح صناع القرار في واشنطن وتل أبيب هامشًا لإظهار الحزم وتجنب تقديم تنازلات، لكنه محفوف بالمخاطر، فأي خطأ في الحسابات قد يفتح الباب أمام حرب إقليمية شاملة، كما أثبتت المواجهة الأخيرة.

التصعيد، في ظاهره وسيلة للردع، لكنه عملياً وصفة للفوضى وعدم الاستقرار.

صفقة ممكنة إذا تنازل أحد الأطراف

الخيار الثاني هو العودة إلى المفاوضات النووية، على غرار اتفاق 2015 الذي منح إيران حق التخصيب المحدود تحت رقابة دولية مشددة.

ورغم انهيار المحادثات في السنوات الأخيرة، فإن طرح أفكار بديلة، مثل كونسورتيوم إقليمي للتخصيب، يؤكد أن الدبلوماسية لم تمت بعد.

إلا أن العقبات أمام هذا المسار بنيوية: السياسة الأمريكية أسيرة نفوذ تيارات داعمة لإسرائيل وتطالب بتغيير النظام، فيما يوظف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الملف الإيراني لتأمين استمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

وبينما طرحت أفكار غير تقليدية مثل اتفاق عدم اعتداء بين إيران وإسرائيل، فإن تشدد المرشد الإيراني علي خامنئي ورفضه للثقة بالغرب، يقابلها رهان نتنياهو على إبقاء “الخطر الإيراني” حياً، يجعل هذا السيناريو صعب التحقيق.

الاندفاع النووي الإيراني

السيناريو الثالث قد يتمثل في أن تدفع الضغوط المتزايدة إيران إلى تسريع برنامجها النووي وصولًا إلى السلاح، باعتباره الضمانة الأخيرة للبقاء.

لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر: عزلة خانقة، سباق تسلح إقليمي، واستمرار الحروب السرية ضد طهران. التجربة الروسية أظهرت أن السلاح النووي لا يحمي من الانهاك الاقتصادي أو من حروب الاستنزاف.

وبالنسبة لإيران، فإن القنبلة النووية قد تمنح شعورًت بالقوة، لكنها لن ترفع العقوبات، ولن تنقذ الاقتصاد، بل قد تزيد من تكاليف العزلة والتهديدات.

الصبر الاستراتيجي والتمحور شرقاً

الخيار الرابع يقوم على ما يعرف بـ”الصبر الاستراتيجي”، أي إدارة التوتر مع الولايات المتحدة دون تصعيد كبير، مع تعزيز القدرات الدفاعية وتوسيع الشراكات مع الصين وروسيا.

هذا المسار ينسجم مع رؤية المرشد الإيراني القائمة على التحدي والاكتفاء الذاتي، والرهان على تغير موازين القوى العالمية مع تراجع انخراط واشنطن في الشرق الأوسط.

إلا أن التمحور شرقًا يرسخ عزلة إيران عن الأسواق الغربية، ويزيد من ارتهانها لبكين وموسكو، رغم ما يوفره من مظلة اقتصادية وعسكرية.

معادلة مفتوحة على المجهول

بين التصعيد، والصفقة، والاندفاع النووي، والصبر الاستراتيجي، تبقى العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية رهينة مزيج من الصراع والتفاوض.
غير أن ما بعد الحرب الأخيرة ليس كما قبلها، فالمعادلة لم تعد محصورة بالملف النووي، بل باتت تشمل أمن المنطقة، ممرات الطاقة، والتحالفات الدولية المتغيرة.