ذات صلة

جمع

أكاذيب سلطة بورتسودان.. سجل حافل من التضليل الإعلامي بين إنكار الحقائق وتصدير الأزمات

أحدثت ادعاءات الجيش السوداني بشأن تدمير طائرة إماراتية في...

مأرب على صفيح ساخن.. إلى أين تقود فضائح المخابرات الإخوانية؟

أحدثت شهادة سلطان نبيل قاسم، أحد ضحايا الانتهاكات على...

هل ينجح إخوان سوريا في العودة إلى المشهد عبر بوابة المعارضة؟

أثار البيان الأول لجماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، بعد...

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

وثائق مسرّبة من ألاسكا تكشف أسرار قمة ترامب وبوتين.. غداءٌ مُلغى وهدية نسرٍ أمريكي

في مشهد غير مسبوق، عُثر على وثائق حكومية أميركية داخل طابعة عامة في فندق “كابتن كوك” بمدينة أنكوريج بألاسكا، حيث أقيمت القمة التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 أغسطس 2025.

وتضمنت الوثائق، التي نشرتها شبكة “إن بي آر”، تفاصيل تنظيمية حساسة مرتبطة بالقمة، من جداول الاجتماعات إلى أسماء المسؤولين الحاضرين، بل وحتى طريقة نطق الأسماء الروسية.

تفاصيل الوثائق.. من جدول الاجتماعات إلى قائمة الغداء

وكشفت المستندات – التي بلغت ثماني صفحات – عن برنامج القمة، مع ذكر أسماء وأرقام هواتف موظفين أميركيين وروس، بالإضافة إلى قائمة الحضور من الجانبين.

ومن بين التفاصيل اللافتة، نية الرئيس ترامب تقديم تمثال “النسر الأميركي” كهدية رمزية إلى بوتين، في إشارة إلى رغبة واشنطن بإظهار الاحترام في سياق اللقاء.

وكشفت الصفحات الأخيرة عن قائمة الغداء الرسمي المقررة، منها سلطة خضراء مع صلصة الشمبانيا، شرائح فيليه ميجنون بصلصة البراندي، سمك الهلبوت “أوليمبيا”، مع كريم بروليه وآيس كريم للتحلية، لكن اللافت أن هذا الغداء أُلغي في اللحظة الأخيرة، رغم أنه كان معدًّا بعناية ليوضع تكريمًا للرئيس الروسي.

جلوس الزعيمين وجهًا لوجه.. كيف كانت أجواء القاعة المخفية؟

كما تضمنت الوثائق المسربة أيضًا خريطة الجلوس داخل قاعة الغداء، حيث كان ترامب سيجلس محاطًا بوزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلز، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاوارد لوتنيك، إضافة إلى المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

وبينما جلس بوتين إلى جانب وزير خارجيته سيرغي لافروف، ومستشاره يوري أوشاكوف، ووزير دفاعه أندريه بيلوسوف، ووزير ماليته أنطون سيلوانوف، ورئيس صندوق الثروة السيادية الروسي كيريل ديميترييف، وهذا الترتيب يعكس محاولات واشنطن وموسكو لإبراز توازن القوة والرمزية الدبلوماسية داخل القاعة.

قمة ألاسكا التاريخية ذات توقعات مرتفعة ونتائج محدودة

وتُعد هذه القمة أول لقاء مباشر بين رئيس أميركي ونظيره الروسي منذ أعوام، وأول زيارة للرئيس بوتين إلى الولايات المتحدة منذ عام 2015.

ورغم الآمال الدولية بأن تمثل القمة اختراقًا في الحرب الأوكرانية، إلا أنها لم تسفر عن أي اتفاقات ملموسة، إذ تمسك بوتين بمطالبه بشأن دونيتسك ولوغانسك، فيما وصف ترامب المحادثات بأنها “مثمرة”، دون تقديم نتائج واضحة.

والتظاهرات التي شهدتها مدينة أنكوريج، وارتفاع أسعار الفنادق والمطاعم، منح اللقاء بعدًا شعبيًا محليًا، جعل القمة محط أنظار العالم ليس فقط سياسيًا، بل أيضًا اجتماعيًا وإعلاميًا.

ماذا تعني هذه التسريبات للعلاقة الأميركية الروسية؟

ورغم أن الوثائق قد تبدو مجرد خطأ إداري، إلا أنها تكشف حجم الحساسية التي تحيط باللقاءات بين ترامب وبوتين، وكيف أن أدق التفاصيل – من شكل الغداء إلى ترتيب المقاعد – تحمل رمزية سياسية ورسائل مبطنة.

كما أن الغموض الذي اكتنف نتائج القمة يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد الضغوط الأوروبية على الجانبين.

ما رسائل تسريبات قمة ألاسكا الخفية؟

وتكشف هذه التسريبات، وإن بدت عابرة، عن طبيعة الهشاشة الدبلوماسية في العلاقة بين واشنطن وموسكو. فغياب الاتفاقيات الملموسة خلال القمة، إلى جانب بقاء الحرب الأوكرانية بلا مخرج، يعكس أن الحوار بين ترامب وبوتين ما يزال محاصرًا بتناقضات عميقة.

كما تعكس رمزية الهدية (النسر الأميركي) وإلغاء الغداء المقرر رسائل متبادلة: الأولى إشارة إلى رغبة ترامب في إظهار التفوق الأميركي مع الحفاظ على الاحترام، والثانية إشارة إلى أن التفاهمات الجوهرية ما زالت بعيدة.

وعلى الجانب الأوروبي، يُثير فشل القمة في تحقيق اختراق ملموس مخاوف من أن واشنطن قد تُظهر ليونة أكبر تجاه موسكو على حساب شركائها في الناتو، وفي المقابل، يحاول بوتين توظيف اللقاء لإظهار نفسه لاعبًا دوليًا لا يمكن تجاوزه، حتى في لحظة عزلة دولية متصاعدة.

وبالتالي، فإن هذه الوثائق لا تكشف فقط عن ترتيبات لوجستية، بل تسلط الضوء على معركة أكبر: معركة الرموز والدلالات في زمن تتشابك فيه السياسة مع الصورة والإعلام، وهو ما قد يحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا ومكانة روسيا في النظام الدولي الجديد.