ذات صلة

جمع

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

التعليم والثقافة في اليمن.. ضحية حرب مليشيات الحوثي الإرهابية

منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على مؤسسات الدولة التعليمية...

ترامب يلمح لاتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف بعد قمة ألاسكا

كشفت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عقب...

“الإخوان” الإرهابية عبء متزايد على المشهد الأردني

تشهد الساحة الأردنية في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في...

تجميد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية.. استهداف إسرائيلي للوجود المسيحي بالقدس

أثار قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجميد الحسابات البنكية للبطريركية...

الأوبئة كـ”سلاح صامت”.. كيف حول الصراع في السودان الكوليرا إلى كارثة إنسانية؟

بين نيران المعارك والرصاص، يعيش المدنيون في السودان واقعًا مزدوج المعاناة؛ فالحرب المستمرة منذ أكثر من عامين لم تكتف بتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير البنية التحتية، بل فتحت الباب أمام موجة وبائية هي الأخطر منذ سنوات.

في قلب هذه الأزمة، تحولت الكوليرا إلى “سلاح صامت” يفتك بالأبرياء، لا يميز بين طفل أو شيخ، ولا بين لاجئ أو مقيم.

انهيار النظام الصحي.. الباب المفتوح للوباء

المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق النزاع، خاصة في إقليم دارفور، إما مدمرة أو شبه متوقفة، الإمدادات الطبية نادرة، ومراكز الحجر الصحي تكاد تكون معدومة.

في هذا الفراغ، وجد الوباء طريقه للانتشار السريع، متغذيًا على ضعف البنية الصحية وصعوبة الوصول إلى المياه النقية، المشهد الطبي في السودان اليوم يعكس انهيارًا شاملاً جعل مواجهة الأمراض أمرًا شبه مستحيل.

دارفور تحت قبضة المرض

دارفور، التي لطالما كانت عنوان لمعاناة إنسانية ممتدة، باتت الآن مركزًا لتفشي الكوليرا بأرقام صادمة. انتشار المرض شمل مدنًا وقرى ومخيمات للنازحين، حيث يختلط الازدحام مع انعدام الخدمات، ما يجعل السيطرة على العدوى مهمة شبه مستحيلة.

مناطق مثل: جبل مرة، زالنجي، ونيالا دخلت دائرة الخطر، في ظل غياب إجراءات وقائية كافية وغياب الرقابة الصحية الفعالة.

  • أرقام صادمة للكوليرا
  • وحسب شبكة أطباء السودان، تواصل حالات الكوليرا ارتفاعها المقلق في دارفور، حيث تجاوز العدد التراكمي للإصابات 5,686 حالة، بما في ذلك 248 وفاة، وفق إحصاءات 12 أغسطس، وتشهد مناطق عدة تفشيا واسعا للمرض، أبرزها: طويلة: 3,935 حالة 72 وفاة، جبل مرة: 806 حالات في قولو 49 وفاة، و61 حالة في جلدو 7 وفيات.

وأشارت الشبكة- في تقرير حديث صادر لها- أن مخيمات النزوح كشفت عن: 435 إصابة و45 وفاة، عطاش: 199 إصابة، 49 وفاة، دريج 106 إصابات، 4 وفيات، زالنجي: 39 حالة في تالولوة، و9 حالات في مخيم الحميدية.

الأوبئة كامتداد للحرب

في ظل استمرار الصراع، تتداخل خطوط الجبهة مع مسارات انتشار الوباء، ما يجعل المدنيين محاصرين بين خيارين أحلاهما مر، البقاء تحت تهديد القصف أو الهروب إلى مناطق مكتظة بالمشردين، حيث يترصدهم المرض.

هكذا تحول الوباء إلى امتداد للحرب، يحقق نتائج مدمرة دون الحاجة لطلقة واحدة، مستنزفًا الأرواح بصمت، ومضاعفًا آثار الكارثة الإنسانية.

وقال آدم رجال – الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين- لراديو دبنقا: إن الإصابات تركزت في مناطق طويلة ومخيماتها، إضافة إلى جبل مرة قولو، جلدو، نيرتتي، روكرو، دريبات، فينا، وفي مخيمات النازحين الكبرى مثل كلمة، عطاش، دريج، وسورتوني.

كما سجلت مناطق في شرق دارفور وزالنجي ومحليات أخرى إصابات ووفيات متفاوتة.

المجاعة.. وجه آخر للأزمة

الأزمة الصحية ليست إلا جزءًا من مشهد أكبر؛ فالمجاعة تلوح في الأفق، مهددة حياة ملايين السودانيين.

و مع تعطل الزراعة، وانقطاع طرق الإمداد، وتدهور الاقتصاد، أصبحت 17 منطقة سودانية في دائرة الخطر الغذائي، من بينها أجزاء واسعة من دارفور وجبال النوبة والخرطوم والجزيرة.

الجوع والمرض يتقدمان جنبًا إلى جنب، في سباق لا يملك المدنيون فيه أي فرصة للنجاة.

ويعيش السودان واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم، حيث تتشابك خطوط الحرب مع تفشي الأوبئة وانعدام الأمن الغذائي، لتشكل لوحة قاتمة من المعاناة المستمرة.