ذات صلة

جمع

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

التعليم والثقافة في اليمن.. ضحية حرب مليشيات الحوثي الإرهابية

منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية على مؤسسات الدولة التعليمية...

ترامب يلمح لاتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف بعد قمة ألاسكا

كشفت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عقب...

“الإخوان” الإرهابية عبء متزايد على المشهد الأردني

تشهد الساحة الأردنية في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في...

تجميد الحسابات البنكية للبطريركية الأرثوذكسية.. استهداف إسرائيلي للوجود المسيحي بالقدس

أثار قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجميد الحسابات البنكية للبطريركية...

حادثة نيالا.. الحرب على الحقيقة بين رواية الجيش السوداني وبيان الدعم السريع الرسمي

في خضم الصراع المستعر بين أجهزة الدولة في السودان، أثير الحديث حول تعرض مطار نيالا لقصف مدعوم بواسطة طائرة إماراتية محملة بمرتزقة، رواية تبنتها سلطة بورتسودان، بينما وردّتها قوات الدعم السريع بنفي قاطع، مدعومًا ببيان رسمي واضح، لذا سنتناول هذه الحرب الإعلامية من خلال تحليل المعلومات المتاحة وبيان الجهات المعنية.

بيان الدعم السريع … مصدر الحقيقة الراسخ

ورد في بيان قوات الدعم السريع، أنه: ” شهدت الأيام الماضية حملة تضليل ممنهجة.. زعمت – كذبا وافتراء – أن القوات المسلحة السودانية قد نفّذت قصفاً على مطار نيالا.. هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة مطلقًا.. مدينة نيالا.. تتمتع بحماية كاملة.. عبر منظومات دفاع جوي متطورة.. تم تدمير أي طائرة حربية أو مسيّرة حاولت الاعتداء على المدينة”…

وأكد البيان، أن مدينة نيالا، بمطارها ومرافقها الحيوية، تتمتع بحماية وتأمين شامل من جميع الاتجاهات، عبر منظومات دفاع جوي متطورة تم تعزيزها مؤخرًا، وهو ما مكنها من صد وإفشال محاولات سابقة لاختراق أجوائها وإسقاط مسيرات إيرانية وأخرى من طراز ” بيرقدار” و” أكانجي”.

وتابع البيان: “إن قوات الدعم السريع تؤكد لجماهيرها في كل ولايات السودان، وللشعب السوداني والعالم قاطبة، أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة مطلقًا، وهي جزء من الحرب الإعلامية القذرة، التي درج عليها فلول النظام للتغطية على هزائمهم العسكرية المتتالية، لا سيما في جبهات كردفان، ولصرف الأنظار عن حالة الانهيار التي يعيشونها عقب الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح، التي لحقت بهم في معارك كردفان”.

تفكيك رواية بورتسودان.. غياب الأدلة وتوقيت التسريب المشبوه

وعلى النقيض يظهر بيان حكومة بوردتسودان، حيث لا صور ولا فيديوهات تُظهر أي آثار للقصف أو الحطام، رغم كثرة نشر الرواية إعلاميًا، فضلًا عن نفي الإمارات والدعم السريع يعزز الشكوك في صحة الرواية، خاصة أن ساميّات الدفاع الجوي في نيالا حسب البيان يُفترض أنها أجهضت أي محاولة دخول جوي.

بينما جاء توقيت تسريب القصة يُثير التساؤلات، في ظل خسائر الجيش الميدانية في جبهات كردفان، ما يعزز فرضية أنها محاولة لتغيير بوصلة الاهتمام العام.

الهدف الحقيقي وراء الأكاذيب الإعلامية

ويرى خبراء، أن هذه الرواية تفتقر للمصداقية، وتطرح تساؤلًا عن الهدف الحقيقي وراء الترويج لها في هذا التوقيت، حيث أن استهدف الطائرة الإماراتية يدور في إطار ” التفريغ الإعلامي عن فشل التخطيط العسكري”.

كما لفتوا إلى تضارب التصريحات أثناء النزاعات أمر متوقع، وهو يشير إلى استمرار الاتهامات باستخدام المرتزقة والطيران الأجنبي من قبل الطرفين كجزء من لعبة الحرب الإعلامية المتبادلة.

وتُظهر معركة “نيالا” الإعلامية، أن الكلمة أصبحت ساحة قتال موازية للميدان العسكري، حيث يتنافس الخصوم على صياغة الحقيقة، وبدون أدلة دامغة، تبقى الرواية مجرد محاولة لصرف النظر عن إخفاقات ميدانية، بينما يظل بيان الدعم السريع الوثيقة الأكثر مصداقية للوقوف على حقيقة ما يجري.

كما أن لسلطة بورتسودان ليس مجرد أخطاء إعلامية عابرة، بل هو استراتيجية ممنهجة، توظَّف فيها الأكاذيب كأداة سياسية وعسكرية، فحملات التضليل الصادرة عن بورتسودان لم تقتصر على الداخل السوداني، بل وجدت طريقها إلى منصات إعلام عربية وأجنبية.