ذات صلة

جمع

أكاذيب سلطة بورتسودان.. سجل حافل من التضليل الإعلامي بين إنكار الحقائق وتصدير الأزمات

أحدثت ادعاءات الجيش السوداني بشأن تدمير طائرة إماراتية في...

مأرب على صفيح ساخن.. إلى أين تقود فضائح المخابرات الإخوانية؟

أحدثت شهادة سلطان نبيل قاسم، أحد ضحايا الانتهاكات على...

هل ينجح إخوان سوريا في العودة إلى المشهد عبر بوابة المعارضة؟

أثار البيان الأول لجماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، بعد...

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

إيران تتحدى سيادة لبنان.. تصريحات عراقجي تفجر غضبًا سياسيًا واسعًا

أثار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عاصفة من الغضب في الأوساط اللبنانية بعدما صرح بأن خطة نزع سلاح حزب الله التي أقرتها الحكومة اللبنانية “محكوم عليها بالفشل”، مؤكدًا دعم طهران الكامل للحزب في رفضه الامتثال لقرارات الدولة.

إيران تعلن دعمها لسلاح حزب الله

وتصريحات اعتُبرت تحديًا مباشرًا لسيادة لبنان، وتدخلاً فجًا في شؤونه الداخلية، ما أشعل موجة ردود غاضبة من مسؤولين وسياسيين لبنانيين.

وطالبت شخصيات سياسية بارزة في بيروت بطرد السفير الإيراني مجتبى أماني، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني، متهمين طهران بإجهاض محاولات بسط سلطة الدولة اللبنانية وتعزيز منطق الدولة داخل أراضيها.

الخارجية اللبنانية ترد

وفي رد رسمي حازم، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أن تصريحات عراقجي تمثل تدخلاً سافرًا في الشأن اللبناني الداخلي، ولا تعني الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال، وقال رجي: إن هذه التصريحات مرفوضة ومدانة وتمسّ سيادة ووحدة واستقرار لبنان، مشددًا على أن العلاقات الدولية يجب أن تُبنى على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل.

وأكد الوزير اللبناني، أن من غير المقبول أن تُستغل هذه العلاقات لدعم أطراف داخلية تعمل خارج مؤسسات الدولة، في إشارة مباشرة إلى دعم إيران لحزب الله.

واعتبر محللون سياسيون، أن عراقجي ينافس مسؤولي حزب الله في “الوقاحة السياسية”، فبينما يزعم نعيم قاسم أن سلاح حزبه جزء من اتفاق الطائف، يطل عراقجي ليتنبأ بفشل خطة الحكومة لتسليم السلاح، وطالبوا باستدعاء السفير الإيراني فورًا وتحذير بلاده، مع التلويح بطرده إذا تكرر هذا التدخل السافر.

المعارضة اللبنانية: لا دروس من إيران ووصايتكم انتهت

وفي سلسلة ردود حادة على تصريحات عراقجي، كتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر منصة “إكس”: “وزير خارجية إيران آخر من يحق له إعطاء دروس لحكومة لبنان.. فليهتمّ ببلده ويتركنا نرمّم ما خرّبه في بلدنا. وصايتكم انتهت إلى غير رجعة، ودعا الجميل وزير الخارجية اللبناني إلى اتخاذ خطوة فورية باستدعاء السفير الإيراني تمهيدًا لطرده.

ومن جهته، شدد النائب فؤاد مخزومي على أن عراقجي “ليس في موقع يسمح له بإملاء المواقف على الدولة والشعب اللبناني”، مطالبًا بوقف التدخلات.

أما النائب عن كتلة “الجمهورية القوية” بيار بو عاصي، فاتهم وزير الخارجية الإيراني بمحاولة تدمير لبنان، قائلاً: “ركّز معاليك على إعادة إعمار ما تهدّم في إيران بدلًا من التدخل في لبنان”.

القوات اللبنانية: قرار نزع سلاح حزب الله شأن داخلي لا يخص إيران

كما أن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوات اللبنانية”، ريشار قيومجيان، وجّه بدوره رسالة واضحة لعراقجي عبر “إكس”، قائلاً: ” قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح جميع الميليشيات، بما فيها حزب الله، فرع الحرس الثوري الإيراني في لبنان، ليس من شأنكم. اهتموا بمشاكل إيران الخاصة واتركونا وشأننا. لقد سببتم ما يكفي من الأذى لبلدنا”.

إيران تهاجم خطة الجيش اللبناني لاستعادة السيطرة على السلاح

وتأتي هذه التصريحات الإيرانية عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اللبناني، التي خُصصت لمتابعة تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، فالخطة، التي تنفذ على مراحل، تتضمن آلية لتسليم السلاح من الميليشيات إلى الدولة قبل نهاية العام الحالي، وفقًا لبيان رسمي صادر عقب جلسة الثلاثاء.

ويرى مراقبون، أن تصريحات عراقجي تعبّر عن قلق طهران من فقدان نفوذها في لبنان، خاصة أن الخطة تحظى بدعم داخلي ودولي، وقد تمثل بداية مرحلة جديدة من استعادة الدولة لسيادتها الكاملة.

تصريحات عراقجي ليست زلة لسان.. بل رسالة تحدٍ

وتعتبر تصريحات وزير الخارجية الإيراني ليست مجرد رأي سياسي، بل إعلان نوايا واضح بأن طهران ما تزال تعتبر حزب الله ذراعًا لها في لبنان، وترفض أي مسار قد يقوّض سلطته، وفي ظل أجواء داخلية متوترة، واحتقان سياسي، فإن هذا التدخل قد يشعل مرحلة جديدة من المواجهات السياسية، وربما الأمنية، بين الدولة اللبنانية والميليشيات الموالية لإيران.