ذات صلة

جمع

أكاذيب سلطة بورتسودان.. سجل حافل من التضليل الإعلامي بين إنكار الحقائق وتصدير الأزمات

أحدثت ادعاءات الجيش السوداني بشأن تدمير طائرة إماراتية في...

مأرب على صفيح ساخن.. إلى أين تقود فضائح المخابرات الإخوانية؟

أحدثت شهادة سلطان نبيل قاسم، أحد ضحايا الانتهاكات على...

هل ينجح إخوان سوريا في العودة إلى المشهد عبر بوابة المعارضة؟

أثار البيان الأول لجماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، بعد...

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

قبل تنفيذ الخطة الكبرى.. كيف يسهل خطاب الإخوان تهجير الفلسطينيين؟

في خضم تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وتزايد الضغوط الدولية والإقليمية، تظهر جماعة الإخوان المسلمين كأحد الفاعلين غير الرسميين الذين يعاد توظيف خطابهم السياسي في خدمة مشاريع جيوسياسية خطيرة، أبرزها خطة تهجير الفلسطينيين وتفكيك الهوية الوطنية لدول الجوار، وعلى رأسها مصر والأردن.

خطاب مشوّه وموجّه

وتعمد جماعة الإخوان إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي والإعلامي الخاص بالقضية الفلسطينية، بشكل يخدم أجندات تتجاوز حدود دعم الشعب الفلسطيني.

في الوقت الذي تحاصر فيه غزة وتقصف دون هوادة، لا تركز أدوات الجماعة على إسرائيل كجهة احتلال، بل تتوجه بالنقد والهجوم نحو الحكومات العربية، وخاصة المصرية، بزعم منع دخول المساعدات أو إغلاق معبر رفح.

هذه المقاربة الخطابية لا تأتي من فراغ، بل تمثل جزءًا من استراتيجية توظف الغضب الشعبي لأهداف تتقاطع مع رغبة قوى دولية وإقليمية في تقويض استقرار الدول الوطنية، وتحويل التركيز عن الجهة المعتدية إلى الجهات التي تحاول إدارة الأزمة ضمن تعقيدات الواقع الجيوسياسي.

تحركات ميدانية بخلفيات سياسية

المظاهرات التي تنظمها الجماعة وحلفاؤها ليست مجرد رد فعل عاطفي على المأساة الإنسانية في غزة، بل تظهر تماهيًا مثيرًا للقلق مع أهداف معلنة لأطراف معادية للدولة الوطنية.

اللافت في هذه التحركات أنها غالبًا ما تتجه نحو مؤسسات الدول العربية، وتغيب عن محيط المؤسسات الإسرائيلية، سواء في تل أبيب أو في العواصم الغربية، حيث تتمتع الجماعة بنفوذ تنظيمي كبير.

يبدو أن غاية هذه التحركات ليست فقط التشويش الإعلامي، بل تأطير الرأي العام باتجاه تحميل الحكومات العربية مسؤولية ما يجري، في محاولة لشرعنة مخططات مثل “الوطن البديل”، وفتح المجال أمام تنفيذ مشاريع ترحيل الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية إلى الأراضي المصرية والأردنية.

شبكة إعلامية موازية

وتسهم القنوات والمنصات التابعة للجماعة في تضليل الرأي العام، من خلال تبني روايات تبرئ الاحتلال وتجرم الدول العربية، وهو ما ينعكس بوضوح في اللغة المستخدمة والمحتوى الموجه.

الخطاب لا يتطرق إلى مسؤولية إسرائيل عن القصف والدمار والمجازر، بقدر ما يهاجم “تخاذل العرب”، ويصور المواقف الرسمية على أنها تواطؤ أو خيانة.

ويلاحظ أن الجماعة تستخدم أدواتها الدينية كذلك في هذا الإطار، عبر “اتحاد الأئمة” وبعض الكيانات الدعوية المرتبطة بها، لتغليف الطرح السياسي بغطاء شرعي، يهدف إلى تأليب الشارع العربي والإسلامي ضد حكوماته، وفتح المجال أمام اضطرابات تخدم مشروعًا أوسع.

تقاطع مع مشاريع الاحتلال

المقلق أن خطاب الإخوان لا يظهر فقط كعامل تشويش داخلي، بل كذراع ناعمة تسهل تمرير المشروع الصهيوني من الداخل العربي.

فكلما تم تضخيم الاتهامات ضد مصر أو الأردن، وتجاهل الجرائم الإسرائيلية، اقترب هذا الخطاب من تمهيد الأرض لتنفيذ خطة التهجير القسري، سواء عبر الضغط الدولي أو خلق اضطرابات داخلية في الدول المستهدفة.

هذه الأدوات الإخوانية تظهر قدرة التنظيم على اللعب في الهوامش، مستغلاً العاطفة الشعبية والنقمة على الأوضاع الإنسانية، ليصوغ سردية موازية تشكل خطرًا على النسيج الوطني لدول الجوار، وتفرغ المقاومة الفلسطينية من مضمونها، لصالح أجندات تتقاطع مع قوى الهيمنة العالمية.

وما يجري من استخدام ممنهج للأدوات الإخوانية في التأثير على الرأي العام لا يمكن فصله عن محاولات إعادة هندسة المنطقة.

 فالجماعة، عبر انتشارها الأفقي وعلاقاتها العابرة للحدود، باتت تمثل بوابة خلفية لدخول المخططات الأجنبية إلى الداخل العربي، وتهديد الكيانات الوطنية المستقرة.