كشفت قناة “14” الإسرائيلية، عن تصاعد حدة الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل حول مستقبل الحرب على قطاع غزة، في ظل تعثر المفاوضات مع حركة حماس، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وأوضحت القناة، أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، تبحث ثلاثة سيناريوهات رئيسية سيتم مناقشتها في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) يوم الثلاثاء، وسط ضغوط متزايدة من الأطراف السياسية والعسكرية لحسم المسار.
ثلاثة سيناريوهات متضاربة.. من التصعيد إلى الاجتياح الشامل
ووفق التقرير، يشمل الخيار الأول شن عملية عسكرية جديدة ومحددة، تهدف إلى زيادة الضغط العسكري على حماس لدفعها لتقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى.
أما الخيار الثاني، فيدور حول تطويق المعسكرات المركزية لحماس داخل القطاع في تحرك تكتيكي محدود، وهو خيار قد يصطدم بعقبات تتعلق باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
بينما يمثل الخيار الثالث تصعيدًا غير مسبوق يتمثل في اجتياح بري شامل لكامل القطاع، بما في ذلك مناطق لم تدخلها القوات الإسرائيلية سابقًا.
خلافات حادة داخل الكابينت وتحذيرات من استنزاف الجيش
وفي خضم هذه المداولات، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن الأسبوع الجاري سيكون محوريًا في تحديد مصير صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وفي تصريحاته التي نقلتها القناة، أشار زامير إلى وجود تباينات داخل الكابينت، حيث يدعم بعض الوزراء خيار الاجتياح البري الكامل.
وفي المقابل، عارض زامير بشدة هذا التوجه، داعيًا إلى عملية عسكرية محدودة ومركزة تجنّب إسرائيل الدخول في حرب استنزاف مفتوحة، كما حذر من أن استمرار التواجد العسكري في غزة سيؤدي إلى تآكل قدرات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما نقلته إذاعة الجيش.
وطالب زامير القيادة السياسية بتوضيح استراتيجية الخروج من غزة، مؤكدًا رفضه لفكرة احتلال القطاع بالكامل أو البقاء ضمن نمط عمليات التطويق الطويلة، لما تمثله من خدمة غير مباشرة لحماس. كما شدد على أن الجيش مستعد لإبرام صفقة الرهائن “بأي ثمن”.
قصف متواصل وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين
وميدانيًا، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق متعددة من قطاع غزة، حيث إن طائرة مسيّرة استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع؛ مما أدى إلى مقتل امرأة فلسطينية وإصابة عدد من المدنيين.
وفي مناطق مثل مخيم المغازي وحي الشجاعية، تستمر المدفعية الإسرائيلية في استهداف الأحياء السكنية وتسويتها بالأرض.
وفي تقريرها الصادر الأحد، أكدت وزارة الصحة في غزة مقتل 70 فلسطينيًا، بينهم 37 من طالبي المساعدات الإنسانية، في ظل تصاعد الهجمات، كما أعلنت وفاة ستة أشخاص إضافيين نتيجة المجاعة، ليرتفع إجمالي ضحايا سوء التغذية في القطاع إلى 175 شخصًا، بينهم 39 طفلًا.
الأمم المتحدة تحذر وبريطانيا تتدخل لإجلاء الأطفال الجرحى
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرة أن نحو 96% من الأسر لا تصلها مياه صالحة للشرب، مما يعمّق أزمة الأمن المائي في القطاع.
وفي خطوة إنسانية دولية، كشفت صحيفة “صنداي تايمز” عن خطة بريطانية لإجلاء نحو 300 طفل من غزة إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج، ضمن مبادرة تُعرف باسم “مشروع الأمل النقي”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قد صرح -في وقت سابق- بأن حكومته تعمل على تسريع جهود نقل الأطفال الجرحى من غزة للعلاج الطبي العاجل.