ذات صلة

جمع

أكاذيب سلطة بورتسودان.. سجل حافل من التضليل الإعلامي بين إنكار الحقائق وتصدير الأزمات

أحدثت ادعاءات الجيش السوداني بشأن تدمير طائرة إماراتية في...

مأرب على صفيح ساخن.. إلى أين تقود فضائح المخابرات الإخوانية؟

أحدثت شهادة سلطان نبيل قاسم، أحد ضحايا الانتهاكات على...

هل ينجح إخوان سوريا في العودة إلى المشهد عبر بوابة المعارضة؟

أثار البيان الأول لجماعة الإخوان الإرهابية في سوريا، بعد...

“انفجارات عنيفة جنوب صنعاء.. إسرائيل تعلن قصف مواقع للطاقة تابعة للحوثيين”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ هجوم جديد على أهداف...

حرب الظلال بين إيران وإسرائيل.. هل تقود الهجمات السيبرانية والحرائق الغامضة إلى مواجهة مفتوحة؟

عادت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل إلى الواجهة، بعدما شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في ما وصفه مراقبون بـ”حرب الظلال” بين الجانبين، حيث تزامنت موجة من الحرائق والانفجارات الغامضة داخل إيران مع هجمات سيبرانية تبنّتها مجموعات إيرانية ضد أهداف إسرائيلية حساسة، ما دفع محللين إلى التحذير من احتمالية توجيه إسرائيل ضربة قاضية للبنية التحتية النووية الإيرانية.

حرائق غامضة في الداخل الإيراني

وفي مشهد يُثير الشكوك، اندلع حريق قرب مستشفى في مدينة مشهد شمال شرقي إيران يوم الخميس، وذلك بعد أيام فقط من حريق آخر ضرب مطار المدينة في 14 يوليو/تموز، ورغم أن السلطات عزت الحريق إلى “حرق الأعشاب الضارة” على أطراف المدرجات، إلا أن صورًا متداولة أظهرت تصاعد دخان كثيف من الموقع.

وبعد ذلك بخمسة أيام فقط، شبّ حريق هائل في مصفاة عبادان، إحدى أكبر مصافي النفط الإيرانية، ما أسفر عن مقتل عامل وإصابة آخرين، ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، فإن الحريق نجم عن “تسرب في مضخة”، وهو تفسير تكرر في عدة حوادث مشابهة ضربت مدنًا مثل طهران وقم وعبادان خلال الأسابيع الماضية.

ورغم الرواية الرسمية التي تُرجع السبب إلى أعطال فنية أو تسربات غاز، كشف مسؤولون إيرانيون ودبلوماسي أوروبي لصحيفة نيويورك تايمز أن ثمة “اعتقادًا قويًا” بأن إسرائيل تقف خلف تلك الحوادث، في إطار تصعيد غير معلن يستهدف إنهاك البنية التحتية الإيرانية.

ضربات سيبرانية إيرانية ضد إسرائيل

وبالتوازي مع تلك الأحداث، أعلنت مجموعة قرصنة إيرانية تُعرف باسم “جبهة إسناد” مسؤوليتها عن اختراق شركة “ماناميم” القابضة للصناعات الغذائية، التي تعتبر من المزودين الأساسيين للجيش الإسرائيلي في غزة، كما تبنّت الجماعة هجومًا سيبرانيًا استهدف الاستخبارات الإسرائيلية، في تطور خطير يعكس بوضوح أن الحرب بين الطرفين لم تعد تقتصر على ساحات القتال التقليدية.

وكشفت وكالتا تسنيم ومهر الإيرانيتان أن “جبهة إسناد” تأسست عقب الحرب التي اندلعت مع إسرائيل في يونيو الماضي، ما يُعزز المؤشرات على أن طهران تتجه نحو تصعيد سيبراني موازٍ لتحركاتها الإقليمية.

واعتبر تقرير لموقع المونيتور الأميركي أن هذه التطورات تُظهر تصعيدًا في الحرب الصامتة بين الطرفين، والتي تفجّرت مجددًا بعد حرب الـ12 يومًا، وتحمل في طياتها احتمالات انفجار الوضع نحو مواجهة مباشرة.

مفاوضات نووية في مهبّ الريح

وفي خضم هذه التوترات، يزداد الغموض حول مستقبل المفاوضات النووية، إذ أقرّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بصعوبة المسار الدبلوماسي، مؤكدًا أن “طريق التفاوض ضيق، لكنه ليس مستحيلًا”، وأضاف: “عليّ أن أقنع قيادتي بأن الطرف الآخر لديه نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق رابح للجميع”.

غير أن عراقجي يواجه تيارًا متصاعدًا من التشدد في الداخل الإيراني، حيث حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، من “فخ التفاوض مع واشنطن”، مؤكدًا خلال لقائه وفدًا عمانيًا أن “الولايات المتحدة لا تزال تمارس الخداع”، وقال قاليباف بسخرية: “لقد أجرينا خمس جولات من المحادثات، وقبل السادسة مباشرة هاجمونا”.

هل اقتربت ساعة المواجهة؟

وفي خطوة تعكس استمرار نهج التصعيد، أعلنت واشنطن حديثًا عن أكبر حزمة عقوبات تفرضها على إيران منذ عام 2018، مستهدفة عشرات الأفراد والكيانات المرتبطة بقطاعي النفط والطاقة. وفي المقابل، ندّدت طهران بهذه العقوبات، معتبرة أنها محاولة جديدة لخنق الاقتصاد الإيراني والضغط على صناع القرار في طهران.

وفي ظل هذا التصعيد المتعدد الأوجه، يرى مراقبون أن “الحرب الخفية” بين إسرائيل وإيران تتجه نحو نقطة غليان، فالحرائق الغامضة، والهجمات السيبرانية، والانهيار التدريجي للمفاوضات النووية، كلها مؤشرات على أن المنطقة قد تكون على أعتاب مواجهة جديدة، أكثر اتساعًا وتعقيدًا من أي وقت مضى.