في خطوة وصفت بأنها استفزازية وغير مبررة، شنت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية واسعة النطاق على قرية الخربة التابعة لمديرية صباح برداع، في محافظة البيضاء وسط اليمن.
الحملة، شارك فيها أطقم عسكرية ومدرعات، طوقت منازل مدنيين وأحدثت حالة من الذعر بين السكان، خصوصًا أنها جاءت في أعقاب مقتل الشاب “محمد الصباحي”، أحد أبناء القرية، في اشتباك مسلح مع عناصر حوثية.
بحسب مصادر محلية، فقد اختطفت الميليشيا سبعة مدنيين خلال عملية المداهمة، بينهم اثنان يعملان في القطاع الصحي، واقتادتهم إلى جهات مجهولة، دون أي أوامر قضائية أو مبررات قانونية.
خلفية الاشتباك بين الصباحي والحوثيين
الشرارة الأولى للأحداث تعود إلى أكثر من أسبوع، حين حاولت مجموعة مسلحة تابعة للحوثيين، يقودها “أبو أحمد الريامي” – مشرف قسم التحريات في مدينة رداع – اختطاف الشاب محمد الصباحي بالقرب من مطعم “حرض” في الشارع العام.
لكن المحاولة فشلت، وسرعان ما تحولت إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، أسفر عن مقتل الريامي وإصابة ثلاثة من مرافقيه، بينما أصيب الصباحي بجراح خطيرة توفي على إثرها لاحقًا، بحسب روايات متطابقة من سكان المنطقة.
رغم ذلك، أصرت ميليشيا الحوثي على إنكار وفاته، مدعيةً أنه لا يزال حيًّا، وهو ما اعتبره مراقبون ذريعة لتوسيع نطاق انتهاكاتها بحق أبناء المنطقة.
اجتياح حي الحفرة.. ومواجهات دموية
ولم تتوقف الحملة عند حدود “الخربة”، بل توسعت لتشمل “حي الحفرة” في مدينة رداع، حيث شنت ميليشيا الحوثي هجومًا جديدًا زاعمة أن أهالي الحي قدموا دعمًا للصباحي خلال الاشتباك السابق.
وأدت هذه الحملة إلى اندلاع مواجهات بين الحوثيين وأهالي الحي، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة آخرين، في مشهد أثار موجة غضب واسع في أوساط القبائل، التي بدأت في تنظيم تحركات للتصدي لما وصفته بـ”العربدة الحوثية” بحق أبنائها.
احتقان قبلي قد يفجر مواجهة أوسع
تتزايد المؤشرات على أن ما جرى في الخربة ورداع قد لا يمر مرور الكرام، فالممارسات الحوثية الأخيرة أثارت غضبًا شديدًا بين مشايخ وأعيان القبائل في محافظة البيضاء، الذين يرون أن الاستهداف الممنهج لأبنائهم لم يعد يحتمل.
مصادر قبلية أكدت أن مشاورات تجرى حاليًا بين عدد من القبائل للرد على انتهاكات الحوثيين، بما في ذلك دراسة خيارات المواجهة المسلحة، في حال استمرار الحملات القمعية دون تدخل أو محاسبة.
مخاوف حقوقية من تصعيد دموي
في المقابل، حذرت منظمات حقوقية من تدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق رداع، في ظل التصعيد الحوثي واللجوء لسياسة المداهمات والاعتقالات التعسفية.
وأكدت، أن استمرار هذه الانتهاكات من دون رادع، يفتح الباب أمام موجة جديدة من العنف، قد تعيد إشعال المواجهات القبلية في البيضاء، والتي شهدت في السنوات الماضية مواجهات دموية مع الميليشيا.