ذات صلة

جمع

كاتس يستعد لخلافة نتنياهو.. صعود عسكري متطرف يدفع إسرائيل نحو حافة الانفجار

في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي ترقبًا متزايدًا لنهاية...

تصعيد بلا حدود.. هل يدخل الحوثي مرحلة الابتزاز البحري المنظم؟

في تصعيد جديد يعكس تنامي طموحاتها الإقليمية وتناغمها مع...

من الوسم إلى الشارع.. تصاعد الغضب الشعبي ضد الإخوان في اليمن

تحولت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن خلال الأيام الأخيرة...

أزمة غاز جديدة.. هل تشعل فضائح الفساد انتفاضة جديدة في تعز؟

في مشهد يعكس حالة الفوضى وغياب الرقابة في مدينة...

تقشف قاسٍ يطيح بدعم عائلات الضحايا.. هل ستخنق الضغوط المالية حزب الله؟

في خطوة غير معهودة تعكس عمق الأزمة المالية التي...

تصعيد بلا حدود.. هل يدخل الحوثي مرحلة الابتزاز البحري المنظم؟

في تصعيد جديد يعكس تنامي طموحاتها الإقليمية وتناغمها مع أجندة طهران، أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن دخول ما وصفته بـ”المرحلة الرابعة” من عملياتها ضد إسرائيل، ملوحة بتوسيع هجماتها البحرية لتطال سفنًا تجارية مرتبطة بالموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن هويتها أو وجهتها.

هذه الخطوة التي تأتي ضمن ما تسميه الجماعة “التصعيد الاستراتيجي”، تضع الملاحة الدولية أمام مرحلة أكثر تعقيدًا وتهديدًا، وتكشف عن تحول الحوثيين من ميليشيا محلية إلى فاعل إقليمي يحاول فرض قواعد اشتباك جديدة في قلب الممرات المائية الدولية، وسط صمت دولي وتحذيرات من اتساع رقعة التوتر في البحر الأحمر وما بعده.

تهديدات بلا حدود جغرافية أو سيادية

وفي بيان بثّه التلفزيون التابع للجماعة، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين: إن هذه المرحلة تأتي في إطار “التصعيد الاستراتيجي”، مؤكدًا أن أي شركة شحن تتجاهل التحذيرات ستكون سفنها عرضة للهجوم، سواء أبحرت نحو إسرائيل أو إلى أي مرفأ آخر حول العالم.

الميليشيا أوضحت أن عملياتها في هذه المرحلة لن تكون محصورة في البحر الأحمر أو باب المندب فقط، بل ستطال “أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله الصواريخ والطائرات المسيّرة التابعة لها”، وبذلك، رفعت الجماعة سقف تهديداتها إلى مستوى غير مسبوق، ما يفتح الباب أمام مزيد من التوتر في الممرات البحرية الإقليمية والدولية.

تصعيد يعمّق أزمة الملاحة

هذا الإعلان يأتي في وقت تشهد فيه حركة الملاحة في البحر الأحمر اضطرابات متزايدة منذ بدء الحوثيين استهداف السفن التجارية خلال الأشهر الماضية.

وقد دفعت هذه التهديدات عددًا من شركات الشحن العالمية الكبرى إلى تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، لتفادي المرور عبر المضايق القريبة من السواحل اليمنية.

وتشير تقارير، أن ميليشيا الحوثي تسعى لتحويل الضغط العسكري إلى أداة اقتصادية ضمن استراتيجيتها لمناصرة حماس في الحرب الدائرة بقطاع غزة، عبر تعطيل سلسلة الإمداد البحري التي تمر قرب السواحل اليمنية.

دعوة إلى المقاطعة واستهداف الشركات العالمية

في لهجة لا تخلو من التحدي، دعت الجماعة جميع شركات النقل البحري إلى التوقف الفوري عن أي تعامل مع إسرائيل، واصفة ذلك بأنه “شرط لتجنيب سفنها الاستهداف”.

واعتبرت أن أي محاولة للالتفاف على هذا القرار “ستقابل برد مباشر مهما كانت جنسية السفينة أو وجهتها النهائية”.

ويرى مراقبون، أن التصعيد الأخير سيقابل بمزيد من التحركات الإقليمية والدولية لحماية الملاحة الدولية، خصوصًا من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي ترتبط مصالحها التجارية بالمرور الآمن في البحر الأحمر.

ومن المرجح أن يؤدي توسع الحوثيين في تهديداتهم إلى تأجيج المواجهة العسكرية في المنطقة، لا سيما في ظل وجود تحالفات بحرية دولية تعمل على تأمين الممرات الاستراتيجية، وسط خشية من تحول البحر الأحمر إلى ساحة حرب مفتوحة.

تصعيد استراتيجي أم مقامرة إقليمية؟

بين من يصف التحرك الحوثي بأنه تصعيد استراتيجي محسوب، ومن يراه مقامرة إقليمية محفوفة بالمخاطر، تبقى النتيجة المؤكدة أن استقرار المنطقة البحرية بات مهددًا أكثر من أي وقت مضى، وأن تداعيات هذا التهديد ستتجاوز اليمن وإسرائيل لتشمل الاقتصاد العالمي برمته.

spot_img