ذات صلة

جمع

العراق والعطش المزمن.. احتجاجات في بابل تكشف عمق أزمة المياه وتداعياتها الخطيرة

تفاقمت أزمة المياه في العراق مجددًا، لتدفع مئات المواطنين...

تصعيد حوثي في إب: اختطافات ممنهجة تطال النخب والوجهاء

اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني، ميليشيا...

ما وراء المشهد.. هل طُويت صفحة الإخوان رسميًا في الأردن؟

أعلنت جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة في الأردن، حل...

تصعيد حوثي في إب: اختطافات ممنهجة تطال النخب والوجهاء

اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني، ميليشيا الحوثي بشنّ حملة اختطافات وإخفاء قسري طالت أكثر من 65 مواطنًا في محافظة إب منذ مايو 2025، من بينهم قيادات محلية، مشايخ، أكاديميون، رجال دين، أطباء، مهندسون، ومحامون.

تصعيد ممنهج ضد أبناء إب

ووصف الأرياني هذه الحملة بـ”اليائسة”، قائلاً: إنها “محاولة لكسر إرادة أبناء المحافظة وإخضاعهم بالقوة”، وأكد الوزير أن هذه الانتهاكات تعكس “حالة الهلع والارتباك التي تعيشها الجماعة، خوفًا من مصير مشابه لما تواجهه أذرعها في المنطقة”، في إشارة إلى الضعف المتزايد في نفوذ حلفاء الحوثي في الإقليم.

ودعا وجهاء وعقلاء محافظة إب إلى عدم السماح بتحويلها إلى ساحة قمع وانتهاك، قائلاً: “التاريخ لن يرحم المتقاعسين عن أداء واجبهم الوطني والأخلاقي”.

كما حثّ الأرياني المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على التحرك الفوري لإدانة الانتهاكات، والعمل على وقفها، داعيًا إلى تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية لما ترتكبه من جرائم منظمة ضد المدنيين.

سجون سرية ومصانع للرعب

وفي سياق متصل، كشفت “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات” عن توثيق 83 حالة اعتقال واختطاف في إب بين 1 مارس و20 يوليو 2025، من بينها 9 حالات إخفاء قسري، شملت 22 تربويًا، 12 طالبًا، 3 أطفال، 6 خطباء، 5 وجهاء، و17 طبيبًا ومحاميًا وأكاديميًا.

وأفادت الشبكة، بأن الحوثيين أنشأوا 12 سجنًا سريًا جديدًا في المحافظة، تُمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، مؤكدة أن هذه المرافق تحوّلت إلى “مصانع للرعب تُدار بالتنكيل”، حيث تُنتزع الاعترافات بالقوة وتنتهك الكرامة الإنسانية بعيدًا عن أي رقابة قضائية أو مساءلة.

مداهمات ونهب واختفاءات

ووثقت الشبكة 342 عملية مداهمة لمنازل المواطنين، و18 حالة نهب لممتلكات خاصة، مشيرة أن المعتقلين يُنقلون إلى أماكن مجهولة دون إبلاغ ذويهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وقالت الشبكة: إن الحملة تُعد تصعيدًا خطيرًا يستهدف المجتمع المدني برمته، ويستهدف النشطاء والمعلمين والأطباء والمحامين دون أي مسوّغ قانوني، معتبرة ذلك جزءًا من محاولة “تكميم الأفواه” وتكريس مناخ من الخوف والصمت القسري في أوساط المجتمع.

كما طالبت الشبكة اليمنية الحقوقية بإطلاق حملة تحرك حقوقي وإعلامي داخلي وخارجي، داعية إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين والمخفيين قسرًا، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، محذرة من أن ما يجري “يهدد كيان الدولة ويعمّق الانقسام الاجتماعي”.

إب.. محافظة تحت قبضة الخوف منذ 2015

وتخضع محافظة إب، وسط اليمن، لسيطرة ميليشيا الحوثي منذ عام 2015، وتشهد منذ ذلك الحين تصاعدًا مستمرًا في الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين والمعارضين، في ظل غياب القضاء المستقل وضعف الرقابة الدولية.

ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه التقارير الحقوقية الدولية والمحلية حول تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط صمت أممي مقلق يثير استياء المنظمات والمدافعين عن الحريات.

spot_img