ذات صلة

جمع

إيران تُعيد تسليح أذرعها بالمنطقة: هل تتهيأ لجولة حرب جديدة؟

في أعقاب الضربات الجوية المركزة التي طالت منشآت إيرانية...

الحوثيون يفرضون “الشادور الإيراني” على طالبات صنعاء.. تعليم بطابع طائفي

في خطوة جديدة تعكس تصاعد النزعة الأيديولوجية لدى جماعة...

تعز تفتح ثغرة النصر.. هروب الحوثيين يكشف تصدع الجبهة وتغير ملامح الصراع

أحدث التحرك العسكري الأخير في محافظة تعز شرق مديرية...

رسائل النار بين دمشق وتل أبيب.. هل ترد سوريا؟

نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي رفيع أن إدارة...

السويداء تحت النار مجددًا.. هل تنزلق المدينة إلى دوامة الصدام المفتوح؟

عادت محافظة السويداء، جنوب سوريا، لتتصدر مشهد التوتر في...

إيران تُعيد تسليح أذرعها بالمنطقة: هل تتهيأ لجولة حرب جديدة؟

في أعقاب الضربات الجوية المركزة التي طالت منشآت إيرانية نووية وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين في يونيو/حزيران الماضي، ضاعفت طهران جهودها لإعادة تسليح ميليشياتها الموالية في الشرق الأوسط.

وتأتي التحركات الإيرانية كرد مباشر على ما اعتبرته «هشاشة دفاعاتها» أمام الهجمات الإسرائيلية والأمريكية، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول نواياها خلال الفترة المقبلة.

شحنة ضخمة إلى الحوثيين لإعادة التموضع في اليمن

وأعلنت القوات اليمنية، الأربعاء الماضي، ضبط شحنة أسلحة إيرانية ثقيلة على متن سفينة تُدعى “داو”، تشمل 750 طنًا من الصواريخ والمكونات المتطورة، وصواريخ “قادر” البحرية، وأنظمة دفاع جوي “صقر” أسقطت طائرات أمريكية من طراز MQ-9، ومحركات طائرات مسيرة، ومستندات باللغة الفارسية تشرح طريقة استخدام تقنيات توجيه الصواريخ.

وتُشير التقديرات الأمنية إلى أن هذه الكميات تهدف إلى تجديد ترسانة الحوثيين التي تآكلت بفعل الغارات الأمريكية، خصوصًا مع دخول وقف إطلاق النار الإسرائيلي الإيراني حيز التنفيذ.

حزب الله.. إعادة البناء رغم الضربات

وفي لبنان، تُظهر التحركات الإيرانية تكثيفًا في تهريب الأسلحة إلى ميليشيا حزب الله، التي تلقت ضربات موجعة خلال الخريف الماضي شملت تدمير جزء كبير من ترسانتها، واغتيال قيادات بارزة عبر عمليات جوية وبرية إسرائيلية.

ورغم العقبات، نجح حزب الله جزئيًا في إعادة هيكلة شبكات التهريب، والبدء مجددًا في تصنيع صواريخ متوسطة المدى وطائرات مسيّرة محليًا، بحسب تقارير أمنية نقلتها وول ستريت جورنال.

من سوريا إلى لبنان.. طرق التهريب تتغير

وفي هذا السياق، كشف مايكل كارداش، خبير المتفجرات ونائب رئيس وحدة إبطال المتفجرات في الشرطة الإسرائيلية سابقًا، أن التهريب من سوريا إلى لبنان يشهد نمطًا متسارعًا.

لكن تغيير المعادلة السياسية في دمشق واستبدال نظام الأسد بحكومة معادية لطهران، قلّص قدرة إيران على شحن الأسلحة عبر الطرق التقليدية، لتلجأ إلى أساليب التهريب الصغيرة والمجزأة.

أهداف إيران: هل لإعادة الردع أم التحضير للمواجهة؟

لذا يرى مراقبون أن توقيت عمليات التهريب وحجم الشحنات يكشف نية إيران ليس فقط في إعادة تموضع أذرعها بالمنطقة، بل استعادة قدرتها على الردع بعد تعرضها لنكسات استراتيجية.

ويقول محمد الباشا، الخبير الأمني، إن “طهران تسعى للحفاظ على وتيرة عملياتها المرتفعة ضد إسرائيل وحركة الملاحة”، وهو ما قد يمهد فعليًا إلى جولة جديدة من التصعيد الإقليمي.

هل تستعد طهران لحرب بالوكالة؟

وفي حال جمع هذه المعطيات والأحداث الأخيرة، الخاصة بشحنات ضخمة إلى الحوثيين، وإعادة بناء حزب الله، وتحركات في العراق وسوريا، واستمرار تهديد الملاحة في البحر الأحمر.

فكلها مؤشرات على أن إيران لا تنوي خفض التصعيد على المدى الطويل، بل تسعى إلى حشد أدوات الردع وتفعيل وكلائها تحسبًا لأي مواجهة مستقبلية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

ولا تأتي التحركات الإيرانية الأخيرة في سياق دفاعي فحسب، بل تحمل في طياتها رغبة واضحة في استعادة زمام المبادرة الإقليمية، وتُؤشر إلى احتمالات اندلاع جولة جديدة من الحروب بالوكالة، إذا ما استمرت الضغوط الغربية وتعرضت مصالح طهران لمزيد من الهجمات.

spot_img