ذات صلة

جمع

اتهامات لنتنياهو بإطالة حرب غزة.. هل مدّها لمصالحه الشخصية والسياسية؟

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، في تحقيق استقصائي نُشر...

فرنسا تُواصل خنق التنظيمات المتطرفة.. تجميد أصول شخصيات وجمعيات مرتبطة بالإخوان

في خطوة جديدة ضمن استراتيجيتها الشاملة لمواجهة “الإسلام السياسي”،...

إضراب تجار مدينة الحزم.. صرخة في وجه الجبايات الحوثية

دخلت مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف اليمنية، في حالة...

وثيقة مسربة تكشف.. ترامب يضغط على خمس دول أفريقية لتوسيع “صفقات الترحيل للمهاجرين”

كشفت وثيقة داخلية مسربة من البيت الأبيض، وتصريحات مسؤولين...

تصاعد التوتر الإيراني – الإسرائيلي: هل يعود الشرق الأوسط إلى حافة الحرب؟

رغم وقف إطلاق النار الهشّ الذي تم التوصل إليه في 24 يونيو، لا تزال المنطقة تترقّب بقلق عودة المواجهة بين إيران وإسرائيل، بعد حربٍ استمرّت 12 يومًا في يونيو (حزيران) الماضي، وصُنّفت بأنها الأعنف والأكثر تدميرًا في تاريخ العداوة بينهما.

ووفقًا لمجلة «نيوزويك» الأميركية، هناك أربعة مؤشرات رئيسية تُنذر بإمكانية اندلاع موجة جديدة من العنف، مما يعيد الشرق الأوسط إلى حالة من عدم الاستقرار ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي.

المؤشر الأول: سباق التسلح المحموم

وتُشير التقارير إلى أن كلا الجانبين يعيدان التسلح بوتيرة متسارعة، فإيران حصلت حديثًا على بطاريات صواريخ أرض – جو صينية في إطار جهودها لتعزيز دفاعاتها الجوية التي تضررت بشدة، كما تسعى طهران لشراء مقاتلات صينية من طراز «J-10»، لتحديث أسطولها الجوي المتهالك الذي يعتمد بالأساس على طائرات روسية قديمة.

وفي المقابل، قامت إسرائيل بتكثيف دورياتها الجوية فوق لبنان، وأعادت تفعيل قوات الاحتياط لدعم الخطوط الأمامية، إلى جانب إنشاء وحدات أمنية محلية لحماية المدنيين، وفق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

ومن جانبها، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال شحنات أسلحة متطورة لإسرائيل، شملت ذخائر دقيقة التوجيه وأنظمة دفاع صاروخي حديثة، لتعويض خسائرها خلال المواجهات الأخيرة.

المؤشر الثاني: مستقبل غامض للبرنامج النووي الإيراني

ورغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية، إلا أنه لا توجد دلائل واضحة على توقف إيران عن أنشطتها النووية، فطهران تؤكد استمرارها في تخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي.

كما أعلنت تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تُعقد مسار المفاوضات مع الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الحالي دونالد ترامب، وهذا الغموض يفاقم المخاوف الإقليمية والدولية، في ظل استمرار طموحات إيران النووية التي تثير قلق تل أبيب وحلفائها.

المؤشر الثالث: تقارب ترامب ونتنياهو في مواجهة إيران

كما شهدت الفترة الأخيرة مؤشرات واضحة على توحيد المواقف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد خلافات سابقة بشأن آلية الرد على إيران.

وأعلن نتنياهو بشكل قاطع دعمه الكامل لترامب، وأكد أن إسرائيل ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها، بل وصل الأمر إلى ترشيح نتنياهو لترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، في دلالة على متانة العلاقة بينهما واتفاقهما على مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

المؤشر الرابع: تصعيد هجمات وكلاء طهران

فيما كثّف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجماتهم على إسرائيل، حيث استهدفوا مناطق قريبة من تل أبيب بصواريخ وطائرات مسيّرة، كما أغرقوا سفينتين يونانيتين في البحر الأحمر، هما «إترنيتي سي» و«ماجيك سيز»، بتهمة صلاتهما بإسرائيل.

لذا فهذا التصعيد يعكس تنامي القدرات العسكرية للحوثيين، ويكشف عن استراتيجية إيران في استهداف ممرات الشحن الحيوية، ما قد يدفع الولايات المتحدة للتورط في مواجهة مباشرة في المنطقة.

سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات

ومع استمرار إيران في تطوير قدراتها النووية والصاروخية، وتصعيد وكلائها في الإقليم، يظل خطر تجدد الصراع قائماً بقوة، ورغم إشارات طهران الحذرة إلى إمكانية العودة للدبلوماسية، فإن غياب أي مؤشرات حقيقية على وقف برامجها النووية أو دعمها للوكلاء الإقليميين، يهدد بجرّ المنطقة إلى مواجهات جديدة.

ووفق تقديرات «نيوزويك»، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار التوترات على شكل «حرب ظل»، مع احتمال تحوّلها إلى صراع مباشر في أي لحظة، خصوصاً في ظل سباق التسلح وتقارب المواقف الأميركية – الإسرائيلية.

لذا يبدو أن الصراع الإيراني – الإسرائيلي دخل مرحلة جديدة أكثر خطورة، يتداخل فيها سباق التسلح مع الطموحات النووية والتحالفات السياسية، في مشهد يهدد استقرار المنطقة برمتها.

وعلى المجتمع الدولي تكثيف الجهود الدبلوماسية لتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة، قد تكون تداعياتها كارثية على الأمن الإقليمي والعالمي.

spot_img