في تحول لافت في الخطاب السياسي الإسرائيلي، أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ما وصفه بـ”فرص جديدة” تلوح في الأفق، معطيًا لأول مرة أولوية واضحة لإنقاذ الرهائن المحتجزين في قطاع غزة على حساب الهدف التقليدي المتمثل في “هزيمة حماس”.
التصريحات، التي جاءت خلال زيارة إلى منشأة تابعة لجهاز الأمن العام “شاباك”، اعتبرت من قبل مراقبين خطوة تمهيدية نحو تليين الموقف الإسرائيلي تمهيدًا لإمكانية اتفاق.
رهائن غزة في صدارة الأولويات
وقد صرح نتنياهو: هناك الآن العديد من الفرص، أولها إنقاذ الرهائن، مضيفًا: “بالطبع، علينا أيضًا حل قضية غزة وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلا الهدفين”.
ويمثل هذا التحول نقلة في الأولويات، بعد أشهر من تمسك الحكومة الإسرائيلية بضرورة القضاء على حماس قبل أي تفاوض أو إطلاق سراح للرهائن.
منتدى عائلات الرهائن سارع إلى الترحيب بما اعتبره “تغييرًا جذريًا في سلم الأولويات”، مشيرًا أن الخطاب الأخير هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، ويعكس استجابة للضغط الشعبي.
مغازلة اتفاق دون الإشارة لـ”صفقة”
لفت مراقبون إلى استخدام نتنياهو كلمة “إنقاذ” بدلًا من “إطلاق سراح” أو “اتفاق”، فيما يبدو أنه محاولة لإبقاء الباب مفتوحًا أمام الخيارات، بما فيها العمليات الاستخباراتية أو العسكرية.
لكن تقارير صحفية إسرائيلية، خاصة في “يديعوت أحرونوت”، رأت أن تصريحات نتنياهو تعكس زخمًا متزايدًا نحو اتفاق، خصوصًا بعد التصعيد مع إيران، الذي أضعف حماس ميدانيًا، وعزلها سياسيًا في ظل غياب الدعم الإيراني أو تدخل مباشر من حزب الله.
ترامب يضغط.. والمفاوضات تتحرك ببطء
في موازاة الخطاب الإسرائيلي الجديد، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة على خط الوساطة، مطالبًا بإبرام “صفقة في غزة” وإعادة ما يقدر بخمسين رهينة، بينهم أحياء وأموات.
وفي منشور صريح على “تروث سوشيال”، قال ترامب: أبرموا صفقة وأعيدوا الرهائن!، معربًا عن تفاؤله بقرب التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال أيام.
ورغم هذه المؤشرات، يؤكد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، أن المفاوضات “مستمرة على الدوام” دون تحقيق “أي اختراق حقيقي حتى اللحظة”.
وتبقى حماس متمسكة بشرط إنهاء الحرب بشكل كامل مقابل أي اتفاق، ما يمثل عقدة مركزية في المحادثات.
ويرى آخرون، أن تحولات السياق الإقليمي، والضغط الأمريكي المتزايد، قد تكون عوامل ساعدت في دفع نتنياهو لإعادة صياغة أولويات المرحلة.
في نظر بعض المحللين، فإن تصريحات نتنياهو لا تعكس بالضرورة اختراقًا سياسيًا بقدر ما هي محاولة لتهيئة الشارع الإسرائيلي لتنازلات محتملة، قد تشمل إنهاء الحرب دون تحقيق الهدف المعلن بالقضاء التام على حماس.