ذات صلة

جمع

بعد وقف الحرب الإيرانية.. الحوثيون يدخلون على خط التحدي الصاروخي لإسرائيل

في تطور جديد ينذر باتساع رقعة الاشتباك الإقليمي، أعلنت...

من تحت الأنقاض إلى صدارة الصراع.. ” فوردو” وإعادة تموضع نووي إيراني

في عمق الأرض وتحت الجبال، تستفيق منشأة "فوردو" من...

تعزيزات حوثية جديدة في اليمن.. هل ستكون لتصعيد محتمل أم استعداد لاستئناف الحرب؟

وسط تحذيرات متزايدة من انهيار التهدئة الهشة في اليمن،...

بين الهدنة والإهمال: إلى أين تتّجه غزة بعد وقف النار؟

بينما يتنفس سكان غزة الصعداء مع وقف إطلاق النار...

“الأسد الصاعد”: هل نجحت إسرائيل وأمريكا في تدمير القدرات النووية الإيرانية؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن العملية العسكرية التي...

من تحت الأنقاض إلى صدارة الصراع.. ” فوردو” وإعادة تموضع نووي إيراني

في عمق الأرض وتحت الجبال، تستفيق منشأة “فوردو” من صدمة الهجوم الأمريكي الأخير، حاملة في طياتها علامات استفهام أكثر من أي وقت مضى حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وفي لحظة حرجة من صراع طويل الأمد بين طهران والغرب، تحولت فوردو إلى مركز جاذبية جيوسياسية.

المنشأة التي بنيت خصيصًا لتصمد أمام الهجمات، وضعت في قلب المشهد مجددًا، بعدما أصيبت بأضرار جسيمة دفعت السلطات إلى إغلاق مداخلها بالإسمنت، في خطوة أثارت تساؤلات أكثر مما أجابت.

فوردو بعد الضربة.. رماد أم بداية جديدة؟

صور الأقمار الصناعية كشفت حجم الدمار، الهجوم لم يكن مجرد رسالة عسكرية، بل عملية معقدة استهدفت عمق القدرات النووية لإيران.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن المنشأة لم تُمحَ من الوجود، بل قد تكون بصدد التحول إلى رمز جديد لصراع الظل.

ما زال مصير كميات اليورانيوم المخصب غير واضح، كانت إيران تمتلك قبل الهجوم نحو 120 كجم من اليورانيوم بنسبة تخصيب 60%، وهي كمية تقترب من العتبة النووية، إذا تم تخصيبها بنسبة 90%، والسؤال الذي يطرح، هل تم إخراج تلك المواد قبل الهجوم؟ أم أنها دُفنت؟ أم نُقلت إلى مواقع أكثر سرية؟

البرنامج النووي بين الضربة وإعادة التموضع

رغم الضربة، لم تعلن إيران تراجعًا صريحًا، على العكس، يبدو أن طهران بدأت مرحلة جديدة من إعادة الانتشار والتخفي، تقارير تشير إلى نشاطات مريبة في مناطق نائية داخل إيران، قد تكون بمثابة منشآت بديلة، وربما يجري ذلك تحت مظلة دعم تقني خارجي لا يمكن تجاهله.

النشاط النووي الإيراني لم يعد يدور فقط حول المنشآت المعلنة، بل أخذ شكل شبكة خفية من المواقع والمستودعات، في نمط مألوف سبق أن أدى إلى اكتشاف منشآت مثل: “بارشين” و”تورقوز آباد”.

واشنطن تُلوح بالنجاح.. وطهران ترفض الانكسار

في الوقت الذي تعتبر فيه واشنطن أن الضربة على “فوردو” نجحت في إبطاء البرنامج النووي لسنوات، تروج طهران لخطاب “الصمود والمناورة”.

الفجوة بين الخطابين تعكس حقيقة أكثر تعقيدًا، لا الطرف الأمريكي أنهى التهديد، ولا الطرف الإيراني أسقط طموحه.

يبدو أن كلا الطرفين يحاول استثمار اللحظة، واشنطن تضغط باتجاه تفاهم نووي أوسع يشمل ترتيبات إقليمية في غزة والخليج، فيما تسعى إيران لإعادة التموضع، مع الاحتفاظ بأوراق ضغط قابلة للتفعيل في أي لحظة.

وهناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية تطرح في الأفق، عودة تفاوضية مشروطة، وتربط فيها إيران أي تنازل نووي بضمانات إقليمية وسياسية.

كذلك تصعيد غير مباشر، من خلال هجمات سيبرانية وعمليات استخباراتية متبادلة ضمن “الحرب الرمادية”.

والخيار الأخير هو تجميد تكتيكي، لا إعلان عن التراجع ولا تقدم في البرنامج، مع بقاء الوضع على حافة الانفجار.

المواجهة بين طهران والغرب لم تعد فقط حول أجهزة الطرد المركزي، بل باتت اختبارًا صريحًا لإرادة النفوذ، وصراعًا مكتومًا على شكل النظام الأمني في الشرق الأوسط لعقود مقبلة.

spot_img