ذات صلة

جمع

تفكك على مراحل.. تنظيم الإخوان الإرهابي يواجه أخطر انقسام في تاريخه

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي واحدة من أكثر لحظاته ظلمة...

بين النفي الأميركي والاتهامات المتبادلة.. هل بدأت إيران اللعب في الظل؟

بعد الهدنة التي أوقفت حربًا استمرت لـ12 يومًا، أكد...

إيران تعلق التعاون مع الوكالة الذرية.. هل تفتح الباب لبرنامج نووي سري؟

في خطوة مفاجئة وذات دلالات استراتيجية خطيرة، صدّق البرلمان...

الإخوان.. الجذور الأيديولوجية لإرهاب بن لادن باعتراف بخط يده

في تطور جديد يكشف عمق العلاقة الفكرية بين جماعة...

“ترامب غاضب من نتنياهو”.. هل بدأت واشنطن أخيرًا برسم خطوط حمراء لتل أبيب؟

كشفت صحيفة أكسيوس الأميركية، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد...

تفكك على مراحل.. تنظيم الإخوان الإرهابي يواجه أخطر انقسام في تاريخه

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي واحدة من أكثر لحظاته ظلمة منذ تأسيسه في مصر عام 1928، إذ لم تعد التحديات التي تواجهه محصورة في التضييق الأمني أو التراجع السياسي، بل بات يواجه انقسامًا داخليًا حادًا يهدد وجوده ككيان دولي موحد.

ومع تصاعد التباينات الإيديولوجية والقرارات المتناقضة بين فروعه في العالم، يتكشف ما يصفه خبراء بأنه بداية النهاية لتنظيم لطالما أثار الجدل في العالم العربي والإسلامي.

أزمة جديدة.. خلاف حول إيران يشعل الانقسام

الشرارة الأخيرة التي كشفت هشاشة التنظيم جاءت من الخلاف العلني بين قيادة الإخوان الدولية وفرع الجماعة في سوريا، على خلفية الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025.

فبينما أبدت القيادة المركزية دعمًا صريحًا لإيران، واعتبرتها جزءًا من “محور المقاومة”، خرج إخوان سوريا عن صمتهم، ورفضوا هذا الموقف، متهمين طهران بـ”العداء التاريخي للثورة السورية” ودعم النظام السابق الذي سقط أواخر عام 2024.

هذا الخلاف تجاوز مجرد التباين السياسي، ليكشف عن تصدّع هيكلي عميق داخل التنظيم، خصوصًا مع تصاعد نبرة الاستقلال التنظيمي للفروع المحلية؛ مما يفتح الباب أمام تفكك محتمل في صورة فصائل متناحرة.

من التراجع إلى التلاشي.. ما بعد سقوط مرسي

منذ الإطاحة بحكم مرسي في مصر عام 2013، فشل تنظيم الإخوان في إعادة إنتاج نفسه سياسيًا في أي من الدول الكبرى.

وتم تصنيف التنظيم كجماعة إرهابية في مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن؛ مما شل حركته وقطع عنه قنوات التمويل والدعم اللوجستي والإعلامي، ليجد نفسه في عزلة سياسية وأمنية.

وفي تونس، بعد صعود حركة النهضة الذراع السياسية للإخوان، جاء السقوط المدوي مع قرارات الرئيس قيس سعيد، ليتكرّر النموذج ذاته في ليبيا والسودان، حيث لم تنجح الجماعة في تأسيس قاعدة شعبية صلبة أو طرح مشروع وطني جامع.

أزمة هوية.. بين الجهادية والبراغماتية

مع غياب قيادة موحدة وانهيار المرجعيات الفكرية، يعيش تنظيم الإخوان أزمة هوية شاملة، ففي حين تميل بعض فروعه في أوروبا إلى خطاب براغماتي ناعم للاحتماء بالقوانين الغربية، تتبنى فروعه في مناطق النزاع مثل: سوريا وليبيا خطابًا جهاديًا متطرفًا، مستلهمًا من أفكار متشددة كأدبيات سيد قطب، والتي كانت الملهم الأيديولوجي لجماعات إرهابية أكثر دموية مثل: “داعش” و”القاعدة”.

التناقض في الخطاب والتكتيك يفقد الجماعة أي مصداقية فكرية أو سياسية، ويُظهرها كتنظيم مشتت، عاجز عن إنتاج مشروع موحد أو التعامل مع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.

انكشاف أمام الرأي العام العربي

الجيل الجديد من الشباب العربي، والذي يعيش تحولات عميقة في التفكير السياسي والاجتماعي، لم يعد يرى في تنظيم الإخوان أي أمل أو بديل.

وبعد عقود من الخطاب الديني المتسلط، والانتهازية السياسية، أصبح الإخوان رمزًا للفشل والانتهاك والازدواجية، وهو ما انعكس في الاستطلاعات والدراسات التي تؤكد تراجع شعبيتهم في معظم الدول العربية.

حتى المبادرات التي أطلقتها الجماعة لإعادة الترويج لنفسها، مثل مبادرة: “حلمي الجزار” في مصر، أو “العودة إلى العمل الدعوي” في الخارج، لم تلقَ قبولًا شعبيًا أو سياسيًا يُذكر.

مستقبل غامض.. وتخوف من تحوّل فصائل أكثر تطرفًا

يرى مراقبون، أن تنظيم الإخوان دخل مرحلة التحلل التدريجي، التي قد تستغرق سنوات، لكنها باتت حتمية في ظل فقدان القيادة، وتضارب الأولويات، والانفصال عن الواقع العربي، ومع تضييق الخناق الأمني، وتراجع مصادر التمويل، تقلّصت قدرته على التأثير أو التجنيد.

ومع هذا الانهيار، يحذر خبراء الحركات الإسلامية من أن بعض الفصائل المنفصلة قد تتحول إلى كيانات أكثر تطرفًا، خاصة إذا لم تتم معالجتها ببرامج إصلاحية شاملة، أو احتواؤها ضمن أطر فكرية ومجتمعية معتدلة.

spot_img