ذات صلة

جمع

تفكك على مراحل.. تنظيم الإخوان الإرهابي يواجه أخطر انقسام في تاريخه

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي واحدة من أكثر لحظاته ظلمة...

بين النفي الأميركي والاتهامات المتبادلة.. هل بدأت إيران اللعب في الظل؟

بعد الهدنة التي أوقفت حربًا استمرت لـ12 يومًا، أكد...

إيران تعلق التعاون مع الوكالة الذرية.. هل تفتح الباب لبرنامج نووي سري؟

في خطوة مفاجئة وذات دلالات استراتيجية خطيرة، صدّق البرلمان...

الإخوان.. الجذور الأيديولوجية لإرهاب بن لادن باعتراف بخط يده

في تطور جديد يكشف عمق العلاقة الفكرية بين جماعة...

“ترامب غاضب من نتنياهو”.. هل بدأت واشنطن أخيرًا برسم خطوط حمراء لتل أبيب؟

كشفت صحيفة أكسيوس الأميركية، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد...

بين النفي الأميركي والاتهامات المتبادلة.. هل بدأت إيران اللعب في الظل؟

بعد الهدنة التي أوقفت حربًا استمرت لـ12 يومًا، أكد البيت الأبيض أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل تنفيذ الضربة العسكرية الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية كبرى: فوردو، نطنز، وأصفهان.

وجاء هذا التصريح بعد تقارير إعلامية شككت في فعالية الضربة؛ مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شنّ هجوم عنيف على وسائل إعلام محلية، متهمًا إياها بنشر تقارير استخباراتية “مضللة” عن نتائج العملية.

البيت الأبيض: لا دليل على نقل اليورانيوم قبل القصف

وفي مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: إن الولايات المتحدة “لم تتلقَّ أي دليل على أن إيران نقلت اليورانيوم عالي التخصيب قبل تنفيذ الضربات الجوية”، مؤكدة أن هذه المعلومات “المتداولة حول نقل المواد النووية خاطئة ومضللة”.

وأضافت: أن ما هو موجود اليوم في المواقع المستهدفة “مدفون تحت أنقاض هائلة” نتيجة الضربات الناجحة التي تم تنفيذها ليلة السبت.

بدوره، أصدر جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، بيانًا شدد فيه على أن الضربات الأخيرة ألحقت “ضررًا بالغًا” بالبرنامج النووي الإيراني، مستندًا إلى مصادر وصفها بأنها “موثوقة ودقيقة تاريخيًا”، وأوضح البيان: أن تدمير هذه المنشآت قد يتطلب “سنوات لإعادة بنائها”.

طهران تقر بالخسائر.. لكن الغموض يلف مصير اليورانيوم

ورغم النفي الأميركي، أقرت طهران بتعرض منشآتها النووية لأضرار جسيمة نتيجة القصف الأميركي والإسرائيلي خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، لكن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، صرّح لقناة “فرانس-2” بأن الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة اليورانيوم المخصب منذ بداية الأعمال القتالية، مضيفًا: “لا أريد إعطاء الانطباع بأنه قد ضاع أو تم إخفاؤه، لكننا فقدنا الاتصال الفعلي به”.

تسريبات استخباراتية: هل كانت الضربة مجرد تأجيل؟

وفي تطور لافت، كشفت شبكة “CNN” عن وثيقة استخباراتية سرية تؤكد، أن الضربات الأميركية لم تؤدِّ إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بل أرجأته فقط لعدة أشهر.

وهذه التسريبات أثارت غضب الرئيس ترامب، الذي أعلن أن وزير الدفاع بيت هيغسيث سيعقد مؤتمرًا صحافيًا “للدفاع عن كرامة الطيارين الأميركيين”، في رسالة مباشرة لطمأنة الرأي العام الأميركي والرد على التشكيك الإعلامي.

ما وراء الرواية الرسمية؟

ورغم التصريحات المتضاربة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مصير نحو 400 كغ من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، والذي يحتفظ به الإيرانيون عادة في منشآتهم المحصنة، وبينما تؤكد واشنطن نجاح العملية العسكرية، تشير تحليلات أن إيران ربما استبقت الضربة بخطة خداع استراتيجي، تضمنت إفراغ المواقع المستهدفة لحماية الأصول النووية الحيوية.

ويبدو أن الصراع النووي الإيراني – الأميركي دخل مرحلة “اللعب في الظل”، حيث لا تُحسم المعارك في ميادين القتال فقط، بل أيضًا في غرف الاستخبارات، وتقارير الوكالات الدولية، وتصريحات تُطلق من عواصم متباعدة، وتحمل في طياتها إشارات أكثر مما تعلن.

هل بدأت إيران خطة الخداع النووي؟

لذا تشير المؤشرات أن الضربة الأميركية لم تكن نهاية المواجهة، بل بداية فصل جديد من المواجهات غير التقليدية، وبينما تصر واشنطن على أن منشآت طهران تعرضت لأضرار فادحة، ما تزال الشكوك قائمة بشأن مدى تأثير الضربة على البرنامج النووي فعليًا.

وفي المقابل، قد تكون إيران بدأت بالفعل في تنفيذ استراتيجية “اللعب في الظل”، حيث تخلط الرسائل الغامضة بالمعلومات المحدودة، في محاولة للحفاظ على قوة الردع دون كشف الأوراق كاملة.

spot_img