ذات صلة

جمع

“ترامب غاضب من نتنياهو”.. هل بدأت واشنطن أخيرًا برسم خطوط حمراء لتل أبيب؟

كشفت صحيفة أكسيوس الأميركية، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد...

12 يومًا من الصواريخ المتبادلة.. كم كلّفت الحرب بين إيران وإسرائيل؟

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيّز التنفيذ...

تعز وعدن بين التصعيد والانفجار.. من يدير لعبة الفوضى؟

تشهد مدينتا تعز وعدن، الواقعتان جنوب وغرب اليمن، حالة...

هل تستخدم إيران وكلاءها الآن؟.. اليمن والعراق ولبنان على خط النار

في واحدة من أعنف العمليات الجوية الأميركية منذ عقود،...

الهدنة بين إيران وإسرائيل.. استراحة مؤقتة أم إعادة رسم لخريطة التحالفات؟

في لحظة فارقة أعقبت 12 يومًا من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، وسط ترحيب إقليمي ودولي واسع.

لكن خلف مشهد التهدئة الظاهري، تلوح أسئلة أعمق، هل نحن أمام هدنة عابرة؟ أم أن ما يجري يعيد تشكيل التحالفات ويغير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط بالكامل؟

صفقة مفاجئة.. وهدنة بضغوط استراتيجية

لم يكن توقيت الهدنة مفاجئًا فحسب، بل جاءت الصيغة متجاوزة للسياقات التقليدية للحرب، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تدخل دبلوماسي ماراثوني أعقب ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية.

إيران رغم التصعيد، بدت جاهزة للتهدئة، ليس ضعفًا، بل ضمن رؤية أكبر لاحتواء الضغط الدولي وحماية ما تبقى من برنامجها النووي وبُناها العسكرية.

بينما إسرائيل، التي دخلت الحرب بسقف مرتفع من الأهداف، فخرجت منه بمكاسب محدودة وبأثمان داخلية لا يُستهان بها، وسط حالة ارتباك سياسي وأمني غير مسبوقة.

من الردع إلى التهديد الوجودي

الصراع الأخير لم يكن امتدادًا لتوترات سابقة، بل بدا صدامًا مباشرًا على بقاء الأنظمة السياسية ذاتها.

إسرائيل، هذه المرة لم تكتف بتوجيه ضربات تكتيكية، بل راهنت على تفكيك بنية النظام الإيراني عبر استهداف رموزه ومراكزه الاستراتيجية، في ظل فراغ سياسي ناتج عن رحيل الرئيس الإيراني السابق وعدد من القادة العسكريين.

في المقابل، لم تنهار طهران، بل على العكس، التف الداخل الإيراني حول النظام، كما حدث بعد اغتيال قاسم سليماني، ما أفشل الرهان الإسرائيلي على انهيار داخلي سريع.

تحمل الصراع.. إيران تصمد وإسرائيل تختنق

الاختلال في القدرة على تحمل المواجهة كان واضحًا، إيران ذات البنية السكانية الثابتة، المعتادة على العقوبات، قاومت الضغط العسكري والنفسي، مستفيدة من شبكة تحالفاتها الإقليمية.

أما إسرائيل، فدولة قائمة على التفوق العسكري والدعم الغربي، تعاني من هشاشة داخلية، واضطرابات سياسية متفاقمة، وهجرة عكسية تهدد قدرتها على الصمود.

محور طهران.. توازنات دولية غير تقليدية

إحدى المفارقات اللافتة، أن أطرافًا كبرى مثل روسيا والصين وحتى باكستان، بدت أكثر قربًا من دعم استقرار إيران لا من باب المواقف السياسية، بل حماية لمصالح استراتيجية عميقة.

موسكو ترى في طهران بوابة للنفوذ في الخليج، وبكين تعتبرها ركيزة في مشروع “الحزام والطريق”، وإسلام آباد تحتاجها توازنًا في مواجهة نفوذ الهند المتزايد.

إسقاط النظام الإيراني، لم يعد قرارًا يخص إسرائيل أو واشنطن وحدهما، بل تهديدًا مباشرًا لتحالفات دولية واسعة، بينما سقوط إسرائيل إن حدث، لن يهز سوى النظام الأمريكي- الإسرائيلي، دون أن يُحدث ارتدادًا عالميًا موازنًا.

المنطقة على مفترق.. ما بعد الهدنة ليس كما قبلها

ما بدا أنه وقف لإطلاق النار، قد يكون في الواقع بداية مرحلة جديدة، تتشكل فيها المعادلات الإقليمية من جديد.

مصر، والأردن، وسوريا، وتركيا، ودول الخليج، ليست بعيدة عن شظايا هذا الصدام، بل هي في صلب تداعياته المحتملة.

المعادلة أصبحت صفرية، لا مكان لحلول وسط في صراع يدار على مستوى البقاء والهوية، وكل تهدئة مؤقتة اليوم، قد تكون تمهيدًا لجولة أوسع غدًا، خصوصًا إذا لم تتغير قواعد الاشتباك، أو لم يتم تأسيس اتفاق سياسي فعلي يعالج جذور التوتر.

spot_img