ذات صلة

جمع

هل تستخدم إيران وكلاءها الآن؟.. اليمن والعراق ولبنان على خط النار

في واحدة من أعنف العمليات الجوية الأميركية منذ عقود،...

هل يحول الحوثيون والإخوان مؤسسات عدن إلى أداة تخريب؟

تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالة غير مسبوقة من...

هل يُعيد التصعيد الإيراني رسم خريطة الدعم العسكري في السودان؟

مع تصاعد المواجهة المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل...

انعدام الغذاء يهدد نصف سكان جنوب اليمن بسبب ممارسات الحوثيين

تواجه المحافظات الجنوبية في اليمن، الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف...

هل تستخدم إيران وكلاءها الآن؟.. اليمن والعراق ولبنان على خط النار

في واحدة من أعنف العمليات الجوية الأميركية منذ عقود، شنت طائرات الشبح الأميركية “بي-2” ضربات دقيقة على مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية داخل إيران، محملة بأكثر من 182 طنًا من المتفجرات، وفقًا لبيان رسمي من وزارة الدفاع الأميركية، ووصفت العملية، التي استغرقت 25 دقيقة فقط، بأنها “الأكبر في تاريخ الطائرات الشبح”، واستخدمت 75 سلاحًا دقيقًا لتحقيق أهدافها.

ومن ناحيته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -عبر منصته “تروث سوشيال”- أن العملية استهدفت “البنية التحتية النووية الإيرانية” وليس النظام، مؤكدًا أن الهدف الأساسي كان حماية إسرائيل من الخطر النووي الإيراني.

وكلاء إيران يستعدون للرد من اليمن والعراق وسوريا

وفي أعقاب الضربات، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أميركي، قوله: إن هناك مؤشرات استخباراتية على أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق وربما سوريا تستعد لتنفيذ هجمات ضد القواعد الأميركية في المنطقة، في محاولة للرد غير المباشر على الضربة الجوية الواسعة.

وأكد المسؤول الأميركي، أنه “حتى الآن لم تقع أي هجمات فعلية”، لكن الاستعدادات قائمة، بينما تحاول السلطات العراقية احتواء الموقف وثني الميليشيات عن التصعيد خشية تفجير الأوضاع داخليًا.

وتشير التحليلات، أن هذا النوع من الرد عبر الوكلاء هو من التكتيكات المفضلة لإيران، خاصة حين لا ترغب بالدخول في مواجهة مباشرة، لكنها تسعى لإيصال رسالة ردع مزدوجة إلى واشنطن وتل أبيب.

اليمن.. جبهة البحر الأحمر تعود للاشتعال

وفي جنوب الجزيرة العربية، تتجه الأنظار إلى الحوثيين في اليمن، الذين يمثلون أبرز وكلاء إيران في المنطقة، وكانوا قد نفذوا سلسلة هجمات سابقة استهدفت ممرات الملاحة في البحر الأحمر، من خلال طائرات مسيّرة وصواريخ بحرية، ما دفع الأسطول الأميركي الخامس وحلفاؤه إلى تكثيف الدوريات العسكرية.

وقد يأتي الرد الحوثي المحتمل عبر تعطيل الملاحة مجددًا، أو استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، مما ينذر بتحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة.

العراق وسوريا.. القواعد الأميركية في مرمى النيران

بينما في العراق وسوريا، حيث تتمركز قوات أميركية ضمن تحالفات مكافحة الإرهاب، تواجه واشنطن خطرًا حقيقيًا من الميليشيات الشيعية المسلحة، مثل: “كتائب حزب الله” و”النجباء” و”عصائب أهل الحق”، وهي ميليشيات تخضع عمليًا للنفوذ الإيراني.

وبحسب ما نشرته “نيويورك تايمز”، فإن هناك حالة استنفار استخباراتي تحسبًا لهجمات صاروخية أو تفجيرات ضد القواعد الأميركية، خصوصًا في عين الأسد والتنف، وهو ما قد يدفع البنتاغون إلى إعادة الانتشار أو تنفيذ ضربات استباقية.

لبنان.. هل ينفجر الشمال؟

ورغم أن حزب الله اللبناني التزم الحذر في ردوده الأخيرة، إلا أن الهجمات التي تنفذها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، واستهداف قادة ميدانيين تابعين للحزب، قد تفرض على طهران استخدام الجبهة الشمالية كورقة ضغط.

لكن المعضلة هنا، أن أي تحرك مباشر من حزب الله قد يُشعل حربًا واسعة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وهو سيناريو يبدو أن طهران تفضل تأجيله لصالح الضغط المتدرج عبر الساحات الأخرى الأقل تكلفة سياسيًا، وفقا للصحيفة الأميركية.

سياسة الدفع لحافة الهاوية بوكلاء متعددين

وفي مواجهة ضغوط أميركية وإسرائيلية غير مسبوقة، يبدو أن إيران اختارت الرد عبر وكلائها بدلاً من المواجهة المباشرة، وهذا النمط من الرد يسمح لطهران بتنويع ساحات الاشتباك، ونقل المعركة إلى مناطق رخوة، دون أن تتحمل مباشرة كلفة الحرب.

وهو ما يطرح تساؤلا عن: هل تنجح هذه الاستراتيجية متعددة الجبهات في ردع الولايات المتحدة وإسرائيل؟ أم أن التصعيد المتزايد سيقود المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة تتجاوز قدرة طهران ووكلائها على التحكم بها؟

فيما يبدو أن اليمن والعراق ولبنان قد يتحولون إلى جبهات رد إيراني غير مباشر على أكبر عملية عسكرية أميركية ضد طهران منذ سنوات. وبينما تسعى واشنطن لتطويق تداعيات التصعيد، تعتمد إيران على تكتيكها التقليدي الرد عبر الوكلاء.

وترتبط فاعلية هذا الخيار بعوامل معقدة الاستعداد الأميركي، وحجم الرد، ومدى انضباط وكلاء طهران، وهو ما يجعل المنطقة بأكملها على حافة اشتعال جديد قد يُعاد رسم خرائطه السياسية والعسكرية قريبًا.

كيف ستكون تحركات إسرائيل الاستباقية؟

وفي ظل التهديدات الإيرانية وتصاعد نشاط وكلائها، كثّفت إسرائيل تحركاتها الوقائية على مختلف الجبهات، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوى على الحدود الشمالية مع لبنان، بالتزامن مع غارات جوية متكررة استهدفت مواقع تابعة لفصائل مدعومة من إيران في سوريا، خصوصًا في منطقة دير الزور والبوكمال، حيث تمر شبكات الإمداد بين طهران ووكلائها.

كما كثّفت إسرائيل من الطلعات الجوية في جنوب لبنان، وتحدثت تقارير عبرية عن نشر بطاريات اعتراض جديدة من منظومة “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” تحسبًا لأي هجمات صاروخية من حزب الله أو الحوثيين عبر البحر الأحمر.

وتسعى إسرائيل عبر هذه التحركات إلى منع إيران من فتح جبهات متعددة أو تفعيل ساحة الرد عبر وكلائها، خاصة بعد الضربات التي استهدفت منشآتها النووية، والتي دعمتها تل أبيب ضمنيًا.

بينما تشير التقديرات الاستخباراتية في واشنطن، بحسب تقرير “نيويورك تايمز”، أن الرد الأميركي سيظل محسوبًا ومحاصرًا جغرافيًا، لمنع الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تجرّ حلفاء إيران إلى المعركة، وتفجر المنطقة بكاملها.

spot_img