ذات صلة

جمع

هل تستخدم إيران وكلاءها الآن؟.. اليمن والعراق ولبنان على خط النار

في واحدة من أعنف العمليات الجوية الأميركية منذ عقود،...

هل يحول الحوثيون والإخوان مؤسسات عدن إلى أداة تخريب؟

تشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالة غير مسبوقة من...

هل يُعيد التصعيد الإيراني رسم خريطة الدعم العسكري في السودان؟

مع تصاعد المواجهة المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل...

انعدام الغذاء يهدد نصف سكان جنوب اليمن بسبب ممارسات الحوثيين

تواجه المحافظات الجنوبية في اليمن، الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف...

مضيق هرمز على صفيح ساخن.. هل تختار إيران “الانتحار الاقتصادي” ردًا على الضربات الأميركية؟

مضيق هرمز يشعل الأزمة.. إيران تلوّح بإغلاقه وأمريكا تحذرها وتستنجد بالصين

في خضم التصعيد الحاد بين الولايات المتحدة وإيران، وجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو دعوة صريحة إلى الصين للضغط على طهران ومنعها من اتخاذ قرار كارثي بإغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد شريانًا حيويًا لتجارة النفط العالمية، ومن ثم فإغلاقه سيشعل الأزمات الإقليمية.

ضغوط أمريكية على بكين لردع طهران

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال روبيو: “أشجع الحكومة الصينية على التواصل مع إيران في هذا الشأن، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز في الحصول على نفطهم”.

وتأتي هذه الدعوة في ضوء العلاقات المتينة بين الصين وإيران، حيث تعتبر بكين المستورد الأكبر للنفط الإيراني، وشريكًا استراتيجيًا لطهران في ظل العقوبات الغربية.

طهران تهدد: كل الخيارات على الطاولة

وفي المقابل، صعّدت إيران من لهجتها عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية فجر الأحد، إذ أكد وزير خارجيتها، أن طهران “تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن سيادتها”، في إشارة واضحة أن إغلاق المضيق يبقى ورقة قابلة للاستخدام.

كما أفادت وسائل إعلام رسمية، بأن البرلمان الإيراني أيد مقترحًا بإغلاق مضيق هرمز، إلا أن القرار النهائي يبقى بيد مجلس الأمن القومي الإيراني، الجهة المسؤولة عن القضايا السيادية الكبرى.

حجم الخطر على الاقتصاد العالمي إذا أغلق مضيق هرمز

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يمر عبر مضيق هرمز نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا، ما يمثل قرابة 20% من الاستهلاك العالمي للنفط.

ودفعت الضربات الأميركية الأخيرة الأسعار للارتفاع إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر، وسط تحذيرات من أن إغلاق المضيق قد يدفع بأسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، وفق توقعات بنوك كبرى مثل غولدمان ساكس وجي بي مورغان، وشركة رابيدان إنرجي.

لماذا يعد إغلاق المضيق أزمة داخلية لطهران؟

ليست إيران فقط دولة تطل على المضيق، بل أيضًا تعتمد عليه لتصدير نفطها، فوفقًا لشركة كبلر المتخصصة ببيانات الطاقة، تضخ إيران يوميًا حوالي 3.3 مليون برميل، وتصدر منها نحو 1.84 مليون برميل، غالبيتها العظمى إلى الصين.

وقال كبير محللي النفط في كبلر، مات سميث: “سيكون ذلك بمثابة جرح ذاتي: فإغلاق المضيق سيوقف تدفق صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين؛ مما يوقف مصدر دخل رئيسي”.

الرد الأميركي: تحذير وتحشيد

بينما أكد روبيو، أن الولايات المتحدة تحتفظ بكافة الخيارات العسكرية والدبلوماسية للتعامل مع أي محاولة إيرانية لإغلاق المضيق، وأضاف:“إغلاق المضيق سيلحق ضررًا بالغًا باقتصادات الدول الأخرى أكثر من اقتصادنا. سيكون تصعيدًا كبيرًا يستدعي ردًا جماعيًا”.

يذكر أن الأسطول الأميركي الخامس، المتمركز في البحرين، يتولى مسؤولية حماية الملاحة في الخليج العربي. ويعتقد بعض المراقبين أن البحرية الأميركية قادرة على إحباط أي تحرك إيراني خلال ساعات، إلا أن تحليلات أخرى تحذر من الاستخفاف بخطورة الموقف.

ومن ناحيته، حذر المحلل الاستراتيجي ومؤسس شركة رابيدان للطاقة، بوب ماكنالي، من المبالغة في الثقة بقدرة الرد الأميركي السريع، قائلاً: “من وجهة نظرنا، قد تُعطّل إيران الشحن عبر المضيق لفترة أطول بكثير مما يتوقع السوق. ليس لساعات أو أيام، بل ربما لأسابيع أو حتى أشهر”.

إيران في مفترق طرق استراتيجي

ومن الناحية الاستراتيجية، تبدو إيران في وضع معقد فإغلاق المضيق قد يُكسبها نقاط ضغط إقليمية ودولية، لكنه قد يدفعها إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، كما يُهدد بعزلها اقتصاديًا بشكل أعمق، خاصة مع اعتمادها على صادرات النفط عبر ذات الممر.

وبين التصعيد والتراجع، توازن طهران على حافة الخطو، فيما يراقب العالم تحركات الأسطول الأميركي، وردود فعل بكين، وانعكاسات القرار الإيراني القادم على سوق الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي.

الرد الأميركي المحتمل.. بين ضربة استباقية وردع بحري شامل

ومن الناحية الأخرى، تشير المعطيات العسكرية والتحليلات الاستراتيجية أن واشنطن لن تكتفي بالرد السياسي أو الدبلوماسي في حال أقدمت إيران على خطوة إغلاق مضيق هرمز، بل ستلجأ إلى خطة ردع شاملة قد تبدأ بضربات استباقية تستهدف منصات إطلاق الصواريخ الساحلية، وقواعد الحرس الثوري المطلة على الخليج، وربما حتى القطع البحرية الإيرانية المتمركزة في بحر عمان.

ويستند هذا السيناريو إلى جاهزية الأسطول الأميركي الخامس، الذي يتمركز في البحرين، ويملك القدرة على تأمين الممرات البحرية خلال ساعات من بدء أي عملية تعطيل، كما يمكن للولايات المتحدة الاستعانة بقدرات حلفائها في المنطقة، مثل بريطانيا وفرنسا، إلى جانب طائرات مسيّرة هجومية متمركزة على حاملات طائرات أو في قواعد بالخليج.

ووفق تقييمات مراكز أبحاث أميركية مثل: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن أي تحرك عدائي إيراني في المضيق قد يُقابل بخطة عسكرية جاهزة أعدّها البنتاغون مسبقًا، تحت ما يُعرف بـ”خطة استعادة الملاحة الآمنة”، تشمل هجمات إلكترونية، تعطيل أنظمة الرادار الإيرانية، وضرب خطوط الإمداد اللوجستي داخل العمق الإيراني.

لكن في المقابل، يحذر خبراء من أن هذا الرد، رغم تفوقه العسكري، قد يشعل المنطقة بأكملها ويفتح الباب أمام ردود انتقامية من وكلاء إيران في اليمن ولبنان والعراق، ما ينذر بتحول الاشتباك البحري إلى صراع إقليمي واسع.

spot_img