أكّدت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس ترامب وافق على خطة ضرب محتملة لمواقع نووية إيرانية، وفي خطوة دبلوماسية، أعلن البيت الأبيض عن مهلة مدتها أسبوعان لإيران قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، في الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهات الإسرائيلية–الإيرانية لليوم الثامن.
الجنرال “الغوريلا” يقود خطط الضربة العسكرية
وتركزت الأنظار على قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، الملقب بـ”الغوريلا، وحديثًا مُنح صلاحيات فائقة لتخطيط ضربات محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وناقلات B‑2 القادرة على اختراق المنشآت المحصنة.
وتُشير صحيفة “بوليتيكو” إلى أن تأثير كوريلا تجاوز حتى وزير الدفاع، بعد أن نالت مقترحاته بشأن زيادة الوجود العسكري في الشرق الأوسط دعمًا رئاسيًا.
من هو الجنرال “الغوريلا”؟
يحمل كوريلا مسيرة عسكرية طويلة ومتنوعة، حيث تخرّج من ويست بوينت عام 1988، شارك في حروب بنما والخليج، وأشرف لاحقًا على لواء المظليين الثامن والعمليات الخاصة، إضافة إلى مشاركته في العراق وسوريا وأفغانستان.
وقاد قواتCENTCOM منذ 2022، ولعب دورًا بارزًا في تعزيز الرد الأمريكي على هجمات الحوثيين عقب هجوم حماس أكتوبر 2023، كما أدار نشر القوات ردًا على الحرب الروسية–الأوكرانية في ألمانيا.
مسيرة عسكرية حافلة وتقاعد مثير
ومن المقرر أن يتقاعد كوريلا منتصف يوليو المقبل، وما زاد الاهتمام بتورطه هو احتمالية تنفيذ أي قرار عسكري قبل مغادرته، تحسبًا لتغير الاتجاه بعد توليه جنرال آخر.
وقد لفت الانتباه تصريح دان كالدويل، مستشار دفاعي سابق، الذي قال إن كوريلا بات أكثر جرأة ويعتقد بأن “الحملة ضد إيران لن تكون مكلفة كما يظن البعض”.
انقسام الإدارة الأمريكية حول الخيار العسكري
ويدور داخل البيت الأبيض نقاش حاد بين التوجهات الحمائية والتوجّهات التدخلية، وبعض المسؤولين، مثل دان كاين وإلبريدج كولبي، يحذرون من التعقيد المرتبط بالتورّط في الشرق الأوسط.
لكن كوريلا ووزير الدفاع هيغسيث وحلفاء جمهوريون مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون يضغطون باتجاه اتخاذ موقف عسكري موثوق السرعة، وخصوصًا ضد منشآت مثل Fordow تحت الأرض.
“الغوريلا” وراء خيار قد يغير موازين الشرق الأوسط
ومع اقتراب تقاعده، يبدو أن الجنرال كوريلا يستخدم ثقة ترامب ودعم هيغسيث لتهيئة الأرضية لخيار عسكري إيراني جريء، يعتمد على قنابل خارقة للتحصينات واستغلال المهلة الدبلوماسية التي منحها ترامب.
وإذا ما تم التنفيذ قبل منتصف يوليو، فسيُسجل ذلك كواحد من أخطر القرارات التي اتخذها قدامى “السنتكوم” ضد إيران، وقد يُحدّد مسار العلاقات العسكرية والسياسية في المنطقة.