ذات صلة

جمع

تفكك على مراحل.. تنظيم الإخوان الإرهابي يواجه أخطر انقسام في تاريخه

يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي واحدة من أكثر لحظاته ظلمة...

بين النفي الأميركي والاتهامات المتبادلة.. هل بدأت إيران اللعب في الظل؟

بعد الهدنة التي أوقفت حربًا استمرت لـ12 يومًا، أكد...

إيران تعلق التعاون مع الوكالة الذرية.. هل تفتح الباب لبرنامج نووي سري؟

في خطوة مفاجئة وذات دلالات استراتيجية خطيرة، صدّق البرلمان...

الإخوان.. الجذور الأيديولوجية لإرهاب بن لادن باعتراف بخط يده

في تطور جديد يكشف عمق العلاقة الفكرية بين جماعة...

“ترامب غاضب من نتنياهو”.. هل بدأت واشنطن أخيرًا برسم خطوط حمراء لتل أبيب؟

كشفت صحيفة أكسيوس الأميركية، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد...

إخوان مصر في مفترق الطريق.. انقسامات حادة بين قادة الجماعة

بدفع من حركة النهضة في تونس التي فصلت الدين عن السياسة، أثارت تساؤلات داخل التنظيم الإخواني في مصر، فهل تسير مصر على نفس النهج؟، فبعض قيادات الإخوان في المنفى تدرس نقل الأنشطة السياسية إلى الخارج واكتفاء بأنشطة دينية داخليّا، في حين يرفض آخرون هذه الاستراتيجية اعتباراتها “غير واقعية” وغير قابلة للتطبيق.

انقسامات الإخوان.. أربعة تيارات متصارعة

ويؤكد خبراء، أن الخلاف لن ينتهي قريبًا داخل صفوف الإخوان، الممزقة بالفعل إلى أربعة تيارات، أولهم التيار التاريخي (بقيادة محمود عزت ومتهافتي المال): يتحكم في الميزانيات والقيادة الخارجية من لندن وأنقرة، والثاني جناح الشباب المتجدد (محمد كمال ومحمد منتصر): معارضة داخلية تقودها حسابات على وسائل التواصل، تطالب بإصلاحات جذرية.

أما الفريق الثالث هو الجناح المنتظر، بين مؤيد تمهلي للتغيير، يرفض العنف لكن ينتظر نتائج ملموسة، والفرقة الرابعة هي المجموعة المنسحبة فئة كبيرة قررت الابتعاد نهائيًا عن هيكل الجماعة.

الضغوط الأمنية والتصنيف الإرهابي

ومنذ تصنيف الإخوان “إرهابية” في مصر (2013) والإمارات والسعودية لاحقًا، أسقطت الدولة معظم قياداتها: بديع، الشاطر، مرسي، البلتاجي وعشرات الآلاف من الأعضاء في السجون والمنفى، كما يقبع مرشد العمل محمود عزت في الخارج، مخضع لصراعات نفوذ ومال.

وفي رسائل سرية مسربة تظهر شكاوى القيادة الخارجية، فمثلاً: أحمد أسامة يتحدث عن “عبث بالموارد” ومطالب لبناء “حل عاجل لإعادة جمع الصف”، بينما محمد كمال يستقيل معلنًا: “كنت أريد الدفاع عن مؤسسية الجماعة وتصحيح أوضاع خاطئة”.

وتشير رسائل أخرى إلى انقسام حول “التعليمات” و”التعيينات الإعلامية” (محمد منتصر – طلعت فهمي).

هل الفصل بين السياسة والدين حل واقعي؟

ورغم أن بعض قيادات مثل: محمد سليم العوا وطارق البشري اقترحوا ترك السياسة والتركيز على الدعوة، فإن الإخوان، منذ تأسيسهم عام 1928 وحتى عهد حسن البنا، اتخذوا من الإسلام نظامًا شاملاً يشمل السياسة والدين.

لذلك، يواجهون ثلاث عوائق أساسية، هي أيديولوجية شاملة تستند لمزج الدين والسياسة، وبالتالي تغيير الجذور يهدد وجود الجماعة، وتلقين ثقافي متعمّق حيث لا تُعدّ الجماعة فقط دعاة، بل ناشطين اجتماعيين وسياسيين، وبنية تنظيمية صارمة بين انسجام وتماسك داخليان ما زالا منقوصين بعد الثورة والتأسيس.

التضارب بين الأهداف… ومآلات غير مؤكدة

لذا فالحرس القديم متمسك بالقيادة والنفوذ، يرى أن الانقسام “حلقة ضرورية”، بينما شباب الثورة يرى النظام هيكليًا جامدًا، يدفع نحو العنف والحراك الشعبي، وفريق وسط بين الجانبين أصحاب “التؤدة”، يرفضون التطرف لكنهم ينتظرون توافقًا شرطه “لا تبرعات، لا مصالحة”.

إن المعارضين للقيادات الخارجية يطالبون بـ”إيقاف العبث”، تصريحاتهم تتضمن جملة دعوات “لإعفاء الراية لقادة شباب”.

سيناريوهات محتملة للمرحلة القادمة

وفي ظل ذلك، توجد عدة سيناريوهات محتملة، أولها الحرب من الداخل بتحقيق في الاختراقات التنظيمية، وفتح باب الإصلاح الشبابي، والسيناريو الثاني هو انقسام مؤسساتي ببناء “الإخوان الجديدة” بعيدًا عن المرجعية القديمة.

والسيناريو الثالث هو انهيار التنظيم المصري ما يفتح الباب لمرحلة ما بعد الإخوان سياسيًا ودينيًا، والرابع احتمالية المصالحة مع الدولة فبعض رسائل منشقين تؤكّد اتصالات سرية، لكنها تصطدم بشروط مصرية عالية.

إلى أين يتجه الإخوان؟

وهو ما يثبت أن جماعة الإخوان في مصر تمر بأكبر أزمة منذ نشأتها: معركة جيل ضد جيل، وقيادة خارجية ضد قيادة داخلية، وصراع حول فلسفة التماهي بين الدين والسياسة، وقد تستمرّ الانقسامات لأعوام قبل أن تتمكن الجماعة من التصالح مع نفسها، أو تتحول إلى شكل جديد تحت ضغط الواقع السياسي والاجتماعي.

spot_img